التسامح على الاخطاء من صفات الانسان النبيلة يستوجب ان يصدر ذلك السلوك على الخطأ بين افراد الاسرة وبين صديق وصديق او من رئيس عمل الى مرؤوسيه , فالوقوع في الخطأ من صفات الانسان لان الكمال لله وحده سبحانه وتعالى وقد اكد الرسول ذلك بقوله ( كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ) ولولا الاخطاء ما تعلم الانسان الحقائق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والادبية وما دام لكل سبب سبب فلابد ان يكون وراء وقوع الخطأ سبب فقد يرجع الى قلة الثقافة او الخبرة او اختلاف البيئة الاجتماعية وقد يرجع وقوع الخطأ الى اسباب سايكولوجية لكن الانسان حينما يراجع نفسه ويحاسبها سيتبين له الخظأ من الصواب على وفق المقاييس الدينية او الاجتماعية
اذ ان الاهتمام بتربية الانسان من الطفولة هو القاعدة لتفهمه فيما بعد للخطأ من الصواب فالطفل مثلا حينما يكذب امام والديه على فعل فعله خطأ تخلصا من العقوبة يكمن الخطأ هنا ان عوقب الطفل ويكون التسامح المبني على التضحية خير وسيلة لعلاج هذه الحالة وقد يختلف صديقان في رأيهما فيكون الحوار والنقاش بينهما خير وسيلة للوصول للحل الامثل فالحقيقة لا تخفي بغربال وقد يخطأ رئيس عمل مع مرؤوسيه ويكون اعتراف الرئيس بخطئه فضيلة فمجتمعنا المعاصر يعيش فيه الانسان الصراع بين القديم والحديث وقد يصل الصراع الى الذروة في المناقشات اليومية ولا يجد المختلفون في الرأي الحل الا التحكم بجادة الصواب فالعفو عند المقدرة – كما قيل في الحكمة – وان يفكر الانسان بايجاد الاعذار لأخطاء الاخرين بدلا من مقابلتهم بالجفوة فقد جاء في الاثر “ اذا بلغك عن اخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر فان لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا لا اعلمه “ ان صفاء النفس واشرافة الامل بالروح لايكون الا بالتسامي على الاحقاد والبغضاء والكره واحلال الحب والتعاون والمودة بين النفوس فالعفو عند المقدرة تجعل المسيء يعترف بخطئه.