تجاهل وإقصاء

الرياضة 2021/04/20
...

د.عاصفة موسى
بدأت مؤخرا اركز كثيرا على الرياضة النسوية، وقررنا انا والزميلات تسليط الضوء على اللاعبات للحديث عن مشوارهن الرياضي ومعاناتهن وهن يواجهن تحديات كبيرة من المجتمع او من اسرهن، يشعرن بالتهميش داخل اتحاداتهن 
وانديتهن.
لن أبالغ القول في ان الرياضة النسوية بمجملها تعاني من التهميش والإقصاء، والشواهد على ذلك كثيرة، جربوا تصفح المواقع الالكترونية وصفحات السوشل ميديا للاتحادات والاندية الرياضية ولاحظوا مساحة التهميش للفرق النسوية واللاعبات، تصفحوا جيدا وستجدون غيابا واضحا للانشطة النسوية بل لا اثر لها، لانها غير موجودة بالواقع، باستثناء بطولات تقام مرة او مرتين في السنة، والتبرير بتفشي جائحة كورونا غير مقبول بالمرة، لان الحالة ليست جديدة بل تمتد الى سنوات اذا ما قلنا الى عقدين او ثلاثة، عندما بدأت الرياضة النسوية بالتراجع وانزوت اللاعبات بعيدا عن ميدان الرياضة، بسبب الظرف السياسي للبلد، الحروب في الثمانينيات والحصار الاقتصادي وقسوته في التسعينيات، وبسبب الارهاب بعد عام 2003، وبسبب سوء التخطيط والفساد عندما كانت الميزانيات انفجارية، وازاء كل ظروف البلد كانت ومازالت الرياضة النسوية هي من تدفع الثمن.
والامر المحزن ان الاعلام كان مساهما بقصد او بدونه بتدهور الرياضة النسوية، كم كبير من البرامج الفضائية التي تتناول في كثير من الأحيان القضايا والموضوعات ذاتها، وتسلط الضوء على الاتحادات ذاتها وعلى الالعاب واللاعبين انفسهم، اما الرياضة النسوية فهي ليست في حسابات معدي ومقدمي هذه البرامج، الا في حالات قليلة جدا لا تتلاءم مع حجم ما تعانيه، وبامكان تلك البرامج لو خصصت مساحة جيدة لجعلت من الرياضة النسوية قضية رأي تدفع بالقائمين عليها على ايلاء الاهتمام وجعل الفرق والمنتخبات النسوية في فلك اهتمامهم، وعدم جعل انشطتها تحصيل حاصل فقط لاستقطاب الاموال، العتب كل العتب على الزملاء الذين اداروا ظهورهم للرياضة النسوية وتركوها تواجه الميدان بمفردها، صحافة اليوم تتابع وتراقب وتشخص الاخطاء في كل المجالات لكنها تتخذ وضع التجاهل عندما يصل الامر للرياضة 
النسوية.