د. نضال عبد الرحمن وحديث الذكريات من البصرة لبغداد

الرياضة 2021/04/22
...

  بغداد: د. عاصفة موسى
رياضية هامتها كأنها نخلة، ارتوت من ماء البصرة وتوشمت بسحنتها، وهناك خطفت الرياضة قلبها، هذا العشق جعلها اسيرة لعدة رياضات، وفي كل لعبة كانت هي البطلة، ثم طارت على بساط الريح صوب العاصمة بغداد لتبدأ محطة مهمة من حياتها..انها الرياضية الشاملة والاكاديمية الدكتورة نضال عبد الرحمن، في حديث موسع لـ»الصباح الرياضي»، استذكرت فيه طفولتها ومشوارها وعشقها لسبع العاب مارستها وتميزت بها.
 
• البطاقة الشخصية
- نضال عبد الرحمن تركي، تولد البصرة 1950، ام لثلاثة أبناء، بنتان وولد، حاصلة على شهادة الدكتوراه في فسلجة التدريب الرياضي / كلية التربية الرياضية للبنات، تقاعدت عام 2015.
 
• كيف ولد حب الرياضة لديك حتى عشقتيها حد الجنون؟
 - والدي غرس حب الرياضة لدي، كان مديرا لمدرسة الموفقية الابتدائية في البصرة، وكان لاعبا مميزا في كرتي الطائرة والطاولة، وكثيرا ما كنت ارافقه إلى مدرسته، من هنا بدأ عشقي للرياضة حتى قبل أن أدخل المدرسة الابتدائية.
 
• حدثينا عن مشوارك الرياضي؟
-بدأ مشواري الرياضي وانا تلميذة في الرابع الابتدائي في مدرسة الفيحاء النموذجية بالبصرة، كانت معلمتي أميرة عبد المجيد اول من دربتني في الكرة الطائرة وكنت ضمن فريق مدرستي، وفي ثانوية البصرة للبنات اكملت المدرستان هناء المناصير وفاطمة جوني ما بدأت، حيث مارست كرة السلة لأول مرة وتميزت بها وكذلك كرة الطاولة، وصرت أمارس ثلاث العاب بتميز وتم سحبي إلى منتخب المحافظة.
تقول الدكتورة نضال:
-في اعدادية العشار للبنات كانت مدربتي مدرسة الرياضة سهام زيتو، وهنا تمت اضافة كرة الريشة الطائرة، وفي الثانوية العربية مارست الساحة والميدان تحت إشراف المدرسة هناء سعيد، وحصلت على لقب بطلة الساحة والميدان في أول بطولة مدرسية على مستوى العراق عام 1969 في سباق 100م موانع وقذف الثقل ورمي القرص، حيث حققت ارقاما عراقية ومدرسية، وبهذا فقد مثلت منتخب محافظة البصرة في العاب السلة والطائرة والطاولة والريشة والساحة والميدان.
 
• هذا يعني ان مشوارك كان اسهل من غيرك لوجود دعم الاسرة؟ 
- لم يكن مشواري سهلا، فقد واجهت معارضة من احد عمومتي الا ان ابي (رحمه الله) وقف بجانبي وقاطع أخيه المعترض لسنوات، كما ان وزارة التربية كانت منجما لكشف المواهب وصقلها، ولا بد من ذكر فضل المدربين نجم عبد جاسم رحمه الله وطارق عبد الحليم في صقل مواهبي وتقديمي إلى المجتمع الرياضي من خلال احراز البصرة بطولات الفرق النسوية حيث كان التنافس شديدا بين البصرة وبغداد.
 
رحلة الغربة
• كيف استقبلتك بغداد، هل تأقلمت سريعا مع اجوائها؟
- شددت الرحيل إلى بغداد كطالبة في كلية التربية الرياضية للبنات عام 1970، فتاة حالمة وحاملة لاسم بصرتها التي علمتها وسلحتها في الميدان الرياضي كاحسن لاعبة كرة سلة 1968 وبطلة التربيات في الساحة والميدان وبطلة كرة الطاولة والريشة الطائرة وقائدة منتخب البصرة في كرتي السلة والطائرة.
وتكمل حديثها:
-لم تكن رحلة الغربة إلى بغداد سهلة، كان تواجدي في كلية التربية الرياضية ودراستي على يد أمهر الأساتذة سببا في ممارستي كرة اليد وكرة القدم، ففي موسم 1972-1973 اقيمت أول بطولة نسوية لكرة اليد وندين بالفضل إلى د. كمال السامرائي وحصلت فيها على لقب افضل لاعبة وهدافة، اما كرة القدم فقد تم تشكيل اول فريقين نسويين من طالبات كلية التربية الرياضية بإشراف المدرب عماد زبير وكلية العلوم بإشراف المدربة نجاة الفياض.
وفي بقية الألعاب كنت احطم أرقامي في الساحة والميدان، وفي عام 1974 توجت بطلة للعراق في كرة الطاولة وكنت امثل وقتها نادي الزوراء حيث تغلبت على البطلة امل الشيخلي.
تقول عبد الرحمن:
-لقد حباني الله بقوة بدنية وقدرة عقلية مكناني من التألق في جميع الألعاب التي مارستها، ولا بد من ان اشيد بفضل اساتذتي د. كمال عارف ود. محمد رضا ود.وداد المفتي ود.ماجد الكحلة رحمه الله والسيدة ناهضة الجبوري، وبعد تخرجي من الكلية رافقت زوجي إلى الجزائر في رحلة عمل.
• هل تعتبرين عصر نجوميتك هو العصر الذهبي للرياضة العراقية؟
-قد أكون من ضمن البطلات اللاتي عشن العصر الذهبي للرياضة النسوية، فالحركة الرياضية النسوية بدأت في الستينيات وتألقت في السبعينيات ثم بدأت بالتراجع بسبب الظروف السياسية للبلد، وبدأ العد التنازلي للرياضة عموما والرياضة النسوية خصوصا في زمن الحصار بالتسعينيات.
 
تراجع الرياضة النسوية
• من يتحمل اسباب تراجع الرياضة النسوية، وهل ما تمر به انعكاسا لما تعانيه منظومة الرياضة عموما؟
-هناك اكثر من سبب يأتي في مقدمتها إهمال درس الرياضة وضعف دور مديريات التربية التي تعد مصنع الابطال، كذلك القبول العشوائي في كليات التربية الرياضية بعد ان كان مقننا ووفق ضوابط والذي يتم من خلالها تكملة مسيرة التربيات، حيث أصبح الهدف اليوم الشهادة فقط، كما أن المنظومة الرياضية عموما اسهمت في هذا التراجع.
 
• لكن لدينا نجمات رياضيات بالعشرات، واغلبهن أكاديميات، لماذا لم يتمكن من تقديم الحلول؟ 
 -لو تربع على عرش الرياضة من عاش حلاوتها ومرارتها وتمسك بثوابتها، بالتأكيد سيكون الامر مختلفا.
 
• اذن ماهي رؤيتك للنهوض بالرياضة النسوية؟
- يجب انتقاء عناصر فاعلة متمكنة من اختصاصها، تكون مثالا أخلاقيا يحتذى به، تدرك اسباب انحدار الرياضة النسوية وتقاتل من أجل الارتقاء بها، فعدم وجود قيادة نسوية فاعلة ستبقي الرياضة النسوية في مراتب متأخرة، ولن تتطور الا اذا مسكت زمام امورها من تتمتع بالقدرة على التطوير والتغيير.
 
شريحة الرواد
• شريحة الرواد تعاني الكثير هل ان قانون الرواد انصفهم؟
-القانون لم ينصف شريحة الرواد كثيرا، حيث لم يطبق منه إلا المنحة الشهرية وتوزيع قطع الأراضي في بعض المحافظات، اما فقرات القانون الأخرى غير مفعلة وأهمها الرعاية الصحية، تطبيق القانون سينصف هذه الشريحة المتعبة، ويحفز الرياضيين لتقديم الأفضل طالما انه يدرك وجود قانون سينصفه بعد انتهاء مشواره الرياضي.
 
• ما درجة تفاؤلك بمستقبل رياضي زاهر؟
-ما زال لدي التفاؤل والأمل بعراق جديد، يسعى إلى عودة الدم لجسد الرياضة العراقية المتعب عبر قيادات رياضية تستحقها (لا تشتريها او تستجديها).
 
• كيف تقضي دكتورة نضال يومها؟
-بعد التقاعد وقبل ظهور جائحة كورونا كنت أمارس الرياضة في نادي الصيد، اخرج للقاء زملاء ورفاق الامس، اما اليوم وبسبب الجائحة فأتواجد في بيتي اهتم بحديقته واستمتع مع اسرتي، واتابع الشأن الرياضي
 والسياسة.