هل تفعلها الوزارة؟

الرياضة 2021/04/26
...

د.عاصفة موسى
في عام 2011 أسست وزارة الشباب والرياضة اكبر وأهم مشروع ستراتيجي رياضي تمثل بمدارس الموهوبين، كانت الفكرة موفقة شهدت اجتماعات لعدد من الخبراء والاكاديميين والرياضيين السابقين في العاب مختلفة،  تمخض عنها الاعلان عن مشروع المدارس الرياضية المتخصصة  قبل أن يتغير اسمه  الى مراكز الموهبة الوطنية.
 جندت الوزارة كل إمكانياتها وكان المكتب الاعلامي محورا أساسيا في مفاصل المشروع الذي تم الترويج له والاعلان عنه بكل حرص ومهنية لادراكنا باهميته في المستقبل القريب والبعيد، شمل مشروع المدارس في بدايته العاب كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وكرة الطائرة وألعاب القوى والجمناستك، ومع مرور الوقت أضيفت لها الملاكمة والمصارعة والسباحة والطاولة وألعاب أخرى، ثم بدأ بالتوسع صوب المحافظات وافتتحت عدة مدارس فيها، تم التعاقد مع مدربين ومستشارين لكل مدرسة الى جانب الدعم اللوجستي من قبل دوائر الوزارة كافة، المشروع شمل الأعمار الصغيرة وبحسب الألعاب، فمثلا كرة القدم تستقبل اعمار الست سنوات لغاية ١٥ سنة ومدارس السباحة استقبلت اعمار اربع سنوات وصعودا، المشروع توفرت له قاعات تدريبية كما تضمن رعاية طبية خاصة من دائرة الطب الرياضي وتغذية والأهم من هذا هو حث الطلبة على التفوق في الدراسة.
المشروع اشرف على تاسيسه مستشار الوزارة د. حسن علي كريم وشهد نجاحا كبيرا، وكان مشروعا متكاملا عول عليه لرياضة انجاز واعدة، في ظل وجود قاعدة من المواهب الرياضية بمختلف الألعاب بعد ان عجزت اتحاداتها عن إيجاد حل لمشكلة العقم التي تعاني منها قواعدها.. لكن وللأسف واجه المشروع مشكلات كبيرة بعد دخول عصابات داعش الارهابية إلى العراق حيث حشدت الدولة كل امكانياتها لمقاتلتها، وايضا الازمة المالية الناتجة عن هبوط سعر النفط وتغيير الادارات، كلها اسباب ساهمت في ان ينكمش مشروع الموهوبين وتتقلص ميزانيته وتسريح عدد كبير من المتعاقدين، كما قلصت بعض المدارس في المحافظات، علما ان المشروع مازال قائما ومازال القائمون عليه يعملون بأقصى مايمكن للحفاظ عليه، لكن باعتقادي هو بحاجة إلى تعديل نظامه الداخلي في ظل الازمة المالية وقلة الدعم ليتمكن من النهوض مجددا، على وزارة الشباب والرياضة ان تطلق مجددا يد هذا المشروع الستراتيجي الاهم الذي يمكن من خلاله التأسيس لرياضة انجاز عال، ونطمئن بان المستقبل افضل لان القاعدة قوية، فهل تفعلها الوزارة؟.