مَنصّة الخيـبة!!

الرياضة 2021/04/27
...

علي رياح  

                 
حين بلغَ آليات الشرطة نهائي بطولة الأندية الآسيوية عام 1971 ، كان المحيط الكروي الذي يلعب فيه العراق يتحرك من دائرة التراجع والتأخر للمباشرة في صياغة تجارب كروية أثمرت – بالصبر والإمكانيات والتخطيط – هذا التقدم الذي تشهده الكثير من الدول ، ومنها تحديدا بعض الدول الخليجية التي لم تزد عنا في يوم من الأيام في المواهب ، لكنها فاقتنا في مجال الاستقرار الكروي والمركزية الإدارية ووضوح الرؤية ، وهنا تكمن أهم العوامل التي تضع ناديا عريقا وكبيرا وجماهيريا ومهما مثل الشرطة في قاع مجموعته خلال النسخة الحالية من دوري أبطال اسيا ، وقد كان حصاده مرّا ومؤلما .. يكفي أنه لم يحرز سوى هدف واحد في أربع مباريات متتالية ، ويكفي أنه لم يعرف حتى شكل النقطة الواحدة حتى الآن ، ومع كتابة هذا المقال (ينفرد) الشرطة بـ (ميزة) صفر اليدين بين كل الأندية المشاركة في كل المجموعات!  
إن كان هذا هو حال فريق مثل الشرطة ، له كل هذا الجمع من النجوم ، ويملك المال الحكومي الذي يؤمّن له التعاقدات ويوفر له مناخا للإعداد لا يتوفر لسواه من الأندية العراقية ، فما الذي يمكن أن يقال عن هذه المشاركة التي باتت مثل المسلسل الرتيب الممل الذي نتابعه ونكاد نلمس منذ الحلقة الأولى حبكته الدرامية وكيف ستدور أحداثه وأين سينتهي؟!  
يخرج الشرطة عمليا من سباق النسخة الحالية ، وله مباراتان متبقيتان مع الدحيل القطري واستقلال طهران الإيراني ، لن ننتظر المعجزة في المتبقي من الاستحقاق الاسيوي ، ففريقنا العتيد غادر البطولة عمليا ورقميا ، وما يتبقى لديه سوى إنهاء مشوار رسمي يجب استكماله ، وفي أحسن الأحوال والحسابات ربما تكون المباراتان المقبلتان مجالا لمحو الكثير من التشوهات التي انتجتها هذه المشاركة العقيمة ، هذا إن كان لدى فريقنا مثل هذه القدرة على أن ينهي البطولة بغير الصورة التي ابتدأ بها!  
قد يبدو القوة الجوية أفضل حالا من الشرطة ، فله حتى الآن نقطتان من أربع مباريات .. لاحظوا أننا لا نملك معطيات المقارنة بين الجيد والأجود ، وإنما بين من كان حضوره قاتما معتما وبين من يملك بصيصا من الأمل في نهاية النفق .. وحين أدفع هذا المقال إلى النشر يكون القوة الجوية في مواجهة الشارقة ، وهو في حاجة إلى الفوز على النادي الإماراتي ثم الفوز على بختاكور الأوزبكي يوم الخميس المقبل.. لعله .. أقول لعله ينال شيئا يمكـّنه من الاستمرار في البطولة ، هذا إذا أدركنا أن حظوظه تعتمد أيضا وبالدرجة الأساسية على النتائج الأخرى!  
مجرد (النجاح) في اجتياز دور المجموعات صار أملا وحلما لنا في بطولة يشارك فيها (40) ناديا من عموم القارة الآسيوية.. فهل سيكون في وسعنا ذات يوم قريب أو منظور أن نتطلع – مثلا – إلى منصة التتويج .. أم السير مجددا في دروب الخيبة؟!