«العدلي» يستأنف تحقيقاته في كارثة مرفأ بيروت

الرياضة 2021/04/29
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
الملف الأكثر غموضاً لدى اللبنانيين، رغم انه مثل حدثاً مفصلياً الاّ إنه وبعد مرور قرابة التسعة أشهر على فاجعته مازال بعيداً عن ملامسة المتسبب الحقيقي في تفجيره الكارثي، الذي التهم ميناء لبنان الرئيس ومساحات واسعة من العاصمة بيروت، توالت التحقيقات واشترك فيها جهد دولي من دول كبرى ومامن نتيجة حتى الآن تشفي غليل اللبناني الذي احترقت عاصمته وقتل أبناؤه في الانفجار.  
الأوساط اللبنانية الشعبية والإعلامية ما أنفكت تتساءل عن الجهة التي بإمكانها فك شفرات لغز الانفجار ووضع الاصبع على الأسباب الحقيقية وتساءلت عن نتائج ما أسمته بالبحث التحقيقي الذي من المفترض قد قام به الجانب الفرنسي من خلال الفرق التي تواجدت مطلع شهر آب الماضي في الموقع ولماذا لم يتم الإعلان عن فحواه؟! .
المصادر الفرنسية من جهتها وعبر مسؤول رفيع أكدت أمس الأربعاء أنّ الشرطة القضائية الفرنسية كانت قد زارت بيروت بعد الانفجار لتقييم المعطيات على أرض الواقع، غير إن فرنسا لم تقم بأي تحقيق في القضية تماشياً مع رغبة السلطات اللبنانية التي رفضت إجراء أي تحقيق دولي، مضيفة وفقاً لتصريحات صحفية أنّ «الشرطة القضائية الفرنسية سلّمت كل ما لديها من نتائج لعملية درسها الموقع بعد انفجار 4 آب إلى المدعي العام اللبناني»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن أن تحتفظ الشرطة القضائية الفرنسية بما حصلت عليه من معلومات في الموقع بموافقة وزارة الداخلية اللبنانية». 
هذا وتابع أمس الأربعاء المحقّق العدلي في جريمة ​انفجار مرفأ بيروت​ القاضي طارق البيطار، الاستماع الى إفادات مجموعة من الشهود، ممن لم يسبق أن تمّ الاستماع الى إفادتهم في التحقيقات السابقة، وقام باستدعاء ثلاث شخصيات لجلسة الشهادة في القضية التي عقدت أمس الأربعاء، بعد استماعه يوم الاثنين الماضي لشاهدين وذكرت المصادر المواكبة لقضية التحقيق ان جدول التحقيقات سيتضمن الكثير من الشخصيات.  
الى ذلك، قلل النائب اللبناني ​هادي ابو الحسن​، من جدوى التحقيقات الجارية حالياً بخصوص انفجار المرفأ رابطاً بينها وبين فضيحة تهريب المخدرات الى السعودية عبر شحنات الفاكهة ومشدداً على أن «من لم يتجرأ على كشف حقيقة إدخال شحنة الأمونيوم الى ​مرفأ بيروت​ ومن يقف وراءها ولأي هدف، ومن تهرّب من مسؤولية الإهمال التي تسببت بالكارثة وأدّت الى قتل وجرح الأبرياء ودمّرت جزءاً من العاصمة وهجّرت أهلها، لن يجرؤ على كشف حقيقة تهريب ​الكبتاغون​، إنه نهج تضليل مستمر وقح ومدمر للبلد وسمعته».
بينما أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي أنه «سيتم تكثيف التحقيقات حول المرفأ، وبخصوص الإجراءات التي يتخذها لبنان لمكافحة التهريب عبر المرفأ قال فهمي كثفنا إجراءات التفتيش اليدوي على المرفأ بهدف مكافحة التهريب» مضيفاً ان «التنسيق مستمر مع السعودية بهدف مكافحة التهريب»، وأشار إلى أن «التحقيقات بتهريب المخدرات إلى السعودية مستمرة، ونُطلع الرياض على التفاصيل». 
وفي سياق قضية تهريب حبوب المخدرات عبر فاكهة الرمان التي طغت أخبارها مؤخراً على أخبار تحقيقات التفجير في المرفأ، كشف السفير السعودي لدى ​لبنان​ ​وليد البخاري​ عن ان «إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة من لبنان منذُ بداية عام 2020 حتى شهر نيسان 2021، بلغ سبعة وخمسين مليونا ومئة وأربعة وثمانين الفا وتسعمئة».
ولفت البخاري الى «ضبط 5383400 حبة مخدرة داخل رمان، و20 مليونا و190 الفا و500 حبة داخل عنب، و5 ملايين و580 الف حبة داخل عنب ايضا، و4 ملايين و335 الف حبة مخدرة داخل تفاح، و6 ملايين و480 الف حبة مخدرة داخل بطاطا، و15 مليونا و216 الف حبة مخدرة داخل عنب، 2466563 حبة مخدرة داخل رمان».