القطري العراقي... (خالد جاسم)

الرياضة 2021/05/03
...

 علي سلمان غالي
لشدّةِ ما رأيته ملتصقاً بالعراق وقضايا العراق، مُجاهِراً بحب العراق وشعبه، ولكثرة ما سمعت عن تعامله الـ ( فوق العادة ) مع العراقيين هناك اصبحت أتخيل ان في جَذور هذا الرجل عِرقاً يحمل ُالعراق هوىً ووجعاً، ليس بالضرورة ان يكون نَسَباً أو اصلاً، المهم انه مسكون بالعراق بحيث تتصاعد نبضاته لمجرد ذكر اسمه فتتعاطف معه العروق الاخرى ومن ثم تُشكّل صوتاً هادراً انسانيُّ المشاعر ، عربيُّ العنوان مُعلناً على رؤوس الاشهاد انه تباً لمن يخجلون من عروبتهم ولا يجاهرون بها مع انها شرفهم .
بالمناسبةِ وقبل الدخول في صُلب الموضوع، انا لا اعرف خالد جاسم معرفة شخصية ولم يسبق لي ان زرت قطر الاّ عن طريق ( الترانزيت) في اسفاري الى الدول العربية او العالم، ولكني اكتب عنه الان من باب مسؤوليتي الصحفية ومهنيتي التي لم أَحِدْ عنها وأنا اكتب اعمدتي تحت هذا العنوان منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وفي صحف متعددة، إذ رأيت انه من الجحود واللا إنصاف أن لا تُجازى مواقف هذا الرجل التي يطول تعدادها ولو بعمود صحفي قد لا يكون هو محتاجا اليه اصلاً ولكن لبراءة الذمة .
خالد جاسم وجدته معنا في كل مرة يتقدم فيها العراق بطلب لتنظيم بطولة الخليج في السنوات العشر الاخيرة، وفي كل خطوة يتخذها العراق لرفع الحظر عن ملاعبه، وقد سخر لذلك قلمه ولسانه وبرنامجه الذائع الصيت حتى انه كان يتقاطع بشكلٍ حاد مع بعض الضيوف الذين لا يريدون للعراق ذلك .
خالد جاسم عندما يتحدث عن البصرة كأنما يتحدث عن مدينة وُلِدَ فيها، يتحدث عن أطفال العراق كأنهم أطفاله، يتحدث عن الاكل العراقي بشهيةٍ عالية، وأعلن أكثر من مرة أنه أول الواصلين الى العراق في حال أُسندت له مهمة تنظيم البطولة وأنه سيكون حاضراً بـ (مجلسهِ) في أثنائها، من هنا أقول للزميل 
 العزيز جاسم :
تأكد أنك بمشاعرك النقية هذه قد بنيت لك بيتاً عامراً بقلب كل عراقي، فالعراقيون طيبون حد الطيبةِ وكرماء حد الخَبَل، كيف لا وقد صرّح الكرم ذات يوم بأنه عراقي المولد والنشأة، هكذا يعتقد العراقيون بملء حواسهم وهكذا ورّثتها اجيالهم لبعضها حقيقةً يتشرفون بها حتى صار الكرم  سجيّة يتنافس فيها وعليها صغارهم وكبارهم، وقد لمس هذا بعض اخوتنا الخليجيين الذين زاروا البصرة في مناسبات متفرقة في السنوات الاخيرة سواء ضمن وفد المنتخب القطري او السعودي او الوفود الاخرى ورأوا بأُمِ اعينهم كيف ان ارصفة الشوارع الصماء في البصرة  قد تمردت على صمتها ورحبّت بهم بطريقتها الخاصة، فما بالك بالاشياء الناطقة هناك. أهلاً بك يا أبا ( الوليد) في بلدك العراق في أي وقت تشاء وبلا مناسبة أو سبب، لأنك تحمل جواز سفر أعلى من جوازات السفر الدبلوماسية وغيرها، هو جواز حب العراق .