أنديتنا فشلت إدارياً وفنياً في دوري أبطال آسيا

الرياضة 2021/05/03
...

 قراءة: علي النعيمي 
 ودع كل من اندية الزوراء أولا ثم القوة الجوية والشرطة لاحقاً منافسات دوري مجاميع أبطال آسيا للموسم الحالي، إذ تذيلا قاع الترتيب في مجموعتيهما ولم يقدما المستوى الفني المناسب لما يمتلكانه من لاعبين يمثلون القاعدة الأساس لمنتخبنا الوطني، ومرة أخرى تظهر مشكلات الكرة العراقية في التنظيم الدفاعي والثلث الهجومي وطريقة التعامل الأمثل مع أي فريق يمنحنا الحيازة ويميل الى التكتل الدفاعي. بغياب التكتيك الهجومي المتنوع والاتيان بحل واحد برغم عدد محاولات الوصول الى مرمى المنافس، وتبقى القرارات الخاطئة في الانهاء او التمرير التي كانت السمة الأبرز لأداء الصقور والقيثارة في المربع الذهبي ( منطقة التهديف) حتى ظهرت لنا معضلة أخرى تتعلق بفن الإدارة .
 
 الإدارة في المسابقة
بعيداً عن الشق الفني فإننا نعاني من مشكلات أخرى نعتقد بأنها متوارثة من جيل الى جيل تتعلق بـ”إدارة الفريق خلال المسابقة”، نعم! لا تستغربوا إن كانت فرقنا لا تجيد فن الإدارة لأننا لا نزال نؤمن بأن جميع الأمور الفنية والنفسية واللوجستية والمالية وحتى الإدارية تقع على عاتق الطاقم التدريبي خلال المباريات وقبلها وعليه الاقناع او الترويج والتطرق لها في محاضراته النظرية، وبكل وضوح ومن دون أي رتوش او مجاملة، انديتنا العراقية لا تعرف أي شيء عن منصب المدير التنفيذي في النادي، في حين يحرص المدير التنفيذي الذي يكون (من خارج المؤسسة) على تطبيق الخطط والتنسيق لاسيما خلال المسابقات القارية، وتنظيم ومراقبة الفريق خلال البطولة، فضلا عن قدرته على استبدال العمل والخطط والتكيف مع أي ظرف في حال خرج الهدف عن مساره المرسوم له ولم يتحقق منعا لأي خيبة أمل او عندما لا تؤتي الستراتيجيات الدقيقة ثمارها لأن الإدارة خط مواز للعمل الفني.
 
تصريحات باسل 
ان تصريحات الحارس احمد باسل قبل مواجهة استقلال طهران الأخيرة بقوله: “اكتسبنا الخبرة من المشاركة الآسيوية وسنوظفها لمصلحة الفريق محلياً”! خير دليل على ان تلك الإدارات فشلت في خلق روح التحدي فيهم وعجزت عن رسم أهدافها من اجل التواجد بقوة في الأدوار الاقصائية في كل موسم ونسخة، واشعارهم بقيمتها اسوة بالفرق الأوزبكية او الايرانية.. لأن إدارة الفريق هي التي تغرس الثقة في نفوس اللاعبين وتشعرهم بأنهم اعلى شأنا من الفرق التي نواجهها اسوة بمنتخبنا الوطني وان التعكز على ثلاث بطولات في كاس الاتحاد الاسيوي ليس مقياساَ أو دافعا او التغني بماضي اليات الشرطة في العام 1971 وحكاية الانسحاب امام الفريق الاسرائيلي اسيويا ليست القاعدة السليمة والاساس الذي تنطلق منه للتحفيز او العمل الإداري.
 
الاندية الايرانية
المثال الأقرب هي الأندية الايرانية التي قطعت شوطاً كبيراً في فن إدارة فرقها خلال أي مسابقة محلية او قارية وقد اثبتت براعتها في هذا الجانب ونحيل القارئ الكريم هنا الى تصريح المدير الفني للاتحاد الفيتنامي الألماني هانز كيدا الذي عمل لسنوات في ايران، وأكد ذات مرة أن الطواقم الإدارية في الاندية تعمل بصورة موازية مع الطواقم الفنية في الفريق خلال أي مسابقة من اجل خلق قنوات اتصال قوية مع الاخرين حتى لو كانوا من ادارات الفرق الأخرى، غرضها الحصول على المعلومات والاطلاع على برامج الاخرين عبر الاتصالات الترويجية لعملهم خلال التجمعات بحيث تسهم في خلق أجواء إيجابية او التقاط أي معلومة من الاخر يمكن توظيفها لخدمة الفريق في المسابقات سواء كانت فنية او ذهنية – نفسية، الى جانب الاعلام، كذلك لم تقف الازمات المالية عائقا امام الأندية الايرانية بفضل قوة وكبرياء اللاعب الايراني الذي يرفض الاستسلام لتلك الظروف، وخير مثال هو تأهل ثلاثة اندية الى المرحلة المقبلة لدوري ابطال القارة.
 
عمل كلاسيكي 
ختاما نقول ان التحشيد المعنوي وزرع العامل النفسي واستنهاض همم اللاعبين لا تقع فقط على عاتق المدربين اوديشو و إيليتش اللذين يسألان عن أي اخفاق فني بل نحن بحاجة الى إدارة فرقنا برؤية ثانية خلال البطولات القارية وعلينا أن نغادر الية التحضير البائسة لبطولة (الكأس او بطولة الجمهورية) لأننا لم نلمس أي اختلاف في الرؤية الإدارية لأي ناد عراقي قبل مشاركته في بطولة الدوري او كأس العراق وابطال آسيا، ولا نزال نسير في اجتماعات اللاعبين مع الهيئات الإدارية (الحكومية) ومنهجية التكريم من المسؤول، أو ان الشخص الإداري يخصكم بالسلام ويحملكم تطلعات الشعب العراقي، وشدوا حيلكم يا شباب ..!!