مؤشرات على قرب انسحاب سعد الحريري

الرياضة 2021/05/05
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تتلاحق التطورات اللبنانية على أكثر من صعيد، ففي الوقت الذي انطلقت فيه صباح أمس الثلاثاء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود، تفيد المؤشرات السياسية بأن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في موقف لا يحسد عليه وقد يعمد الى الاعتذار وهناك من بات يتحدث عن قرار دولي باستبعاده.
فالمشهد اللبناني محكوم بالرتابة والقلق، في وقت تنتظر فيه بيروت اليوم الأربعاء وصول وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان في زيارته الإشكالية التي فرضت تساؤلات في الأوساط السياسية عن سبب استبعاد الرئيس المكلف الحريري من جدول لقاءاته، وأكدت مصادر إعلامية قريبة من حزب الله مطلعة على مفاوضات التأليف، أن “أي مستجد في الملف الحكومي مرتبط حصراً بنتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسي ​إلى بيروت»، مشيرة إلى أن «الزيارات إلى الخارج لم تحدث فرقاً».
بينما أفادت مصادر أخرى بأن «مسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الجمع بين الرئيس الحريري وغريمه السياسي جبران باسيل باءت بالفشل بعد رفض الحريري اللقاء مع الأخير قبل إتمام التشكيلة الحكومية»، في حين نصح الوزير السابق وئام وهاب الرئيس المكلف بالانسحاب «حفاظاً على ماء وجهه» بقوله: «أنصح وبكل محبة وبدون أية غايات سياسية الرئيس سعد الحريري بالاعتذار وإفساح المجال لغيره لتشكيل حكومة، فهناك قرار كبير باستبعاده”.
ووفقاً لمعلومات صحفية فإن الأخبار تفيد بطرح اسم رئيس تحرير صحيفة لبنانية كبديل للحريري لرئاسة الحكومة في الأوساط الدولية، وتصاعدت في اليومين الأخيرين المعلومات التي تشير الى قرب انسحاب الحريري من حلبة التشكيل الحكومي، بينما تنفي مصادر بيت الوسط ذلك، و(اعتبرت المصادر أن اعتذار الحريري في هذه الحالة قد يصبح خياراً لحفظ ماء الوجه، إلا إذا وسع وزير الخارجية الفرنسية دائرة لقاءاته، مشيرة إلى أن الزيارة مفصلية وبعدها من المفترض أن لا يكون كما قبلها على الأقل في مسار التأليف) وفقاً لتقديرات صحفية.
في غضون ذلك، قال عضو كتلة حركة أمل، النائب ​ياسين جابر: إن «السياسة التي نسير بها نحن اليوم، هي ​سياسة​ انتحارية، إذا لم ننتبه من حالة الغفلة التي نعيشها، ونتجاوب مع اليد الممدودة لنا، المتمثلة بالمبادرة الفرنسية، التي تحتاج الى أحد ليمد يده لالتقاطها»، قائلاً: «هل يعقل أنه في ظل الانهيار الذي نعيشه، لا توجد سلطة قرار لتأخذ قرارا في وقت تتداعى فيه المؤسسات «.
وشدد جابر على أن «الفراغ سيمتد تدريجياً للكثير من المؤسسات في الدولة، والوضع يتردى بشكل مذهل، مع ذلك ما زلنا نقف على (وزير بالزائد ووزير بالناقص)»، وأكد أن «مبادرة رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ اصطدمت بحائط متمثل بمن يسمي الوزيرين المسيحيين المتبقيين، وباسيل لم يكن خجولاً حين طرح هذا السؤال في مؤتمره الصحفي الأخير».
الى ذلك، انطلقت أمس الثلاثاء على الحدود اللبنانية الفلسطينية جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بعد نحو ستة أشهر على تعليقها في شهر تشرين الثاني الماضي، ويجري التفاوض برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الأميركية، وقد سبق الجلسة التي عقدت في الناقورة، في التاسعة من صباح يوم أمس، اجتماع  ضم ​الرئيس اللبناني ميشال عون ونائبة رئيس ​الحكومة​ وزيرة الدفاع الوطني ​زينة عكر​، واستعرض معها موضوع استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود​ البحرية الجنوبية والتوجيهات التي أعطيت للوفد اللبناني المفاوض.
كما اجتمع عون مساء أمس الأول مع الوفد المفاوض الذي ضمّ العميد الركن الطيّار بسام ياسين، والعقيد الركن البحري مازن بصبوص، والخبير نجيب مسيحي وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، كما شارك في الاجتماع المستشار العسكري والأمني لرئيس الجمهورية العميد بول مطر، وبحسب مصادر مطّلعة على اللقاء «طلب عون من الوفد التمسك بالخط 29 خلال التفاوض، وفي حال أصرّ الطرف الآخر على رفضه، فحينها لكل حادث حديث».