حزب الله متأهب ويراقب حدوده الجنوبية

الرياضة 2021/05/12
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
يتساءل مراقبون في بيروت وهم يرصدون ضخامة مناورات «مركبات النار» الإسرائيلية عند حدود فلسطين المحتلة مع لبنان، إن كانت تل أبيب ستطبق نظرية بن غوريون (أول رئيس حكومة إسرائيلي)، التي مؤداها افتعال حرب أو صراع مع إحدى دول الطوق العربي للتنفيس عن الاحتقان الذي يضج في داخل إسرائيل ويشكل تهديداً لـ «الأمن اليهودي»، فالأحداث المقدسية وصواريخ غزة أربكت إسرائيل وعجزت آلتها الحربية عن احتوائها. 
ووفقاً لمصادر لبنانية فإن ثمة رسائل شديدة اللهجة وصلت الى إسرائيل من لبنان ومناطق اخرى بأن إسرائيل ستخطئ في حساباتها إن تصورت أن الحرب على لبنان في هذا الظرف تمر من دون فاتورة عالية الكلفة يتحملها الداخل الإسرائيلي، فالقتال مع لبنان لم يعد كما كان يصرح موشي دايان بأن «لبنان يمكن احتلاله بفرقة موسيقية»، ولعل آثار حرب تموز عام 2006 ما زالت ماثلة في غرفة الحركات الإسرائيلية. حزب الله كما أكد مصدر مقرب منه لـ»الصباح»: «يتأهب لكل الاحتمالات وهو في أتم الجهوزية لرد أي اعتداء يمكن ان يحصل عند حدودنا الجنوبية». 
المناورات الإسرائيلية التي أطلقت عليها تل أبيب «مركبات النار» تستمر بوتيرة متصاعدة بالتزامن مع انتفاضة المقدسيين والصواريخ الغزاوية التي استطاع عدد غير قليل منها تجاوز القبة الحديدية الإسرائيلية، وهو ما جعل كبار ضباط الجيش الإسرائيلي يطرحون أسئلة جدية عن مدى فعالية هذه القبة أمام شراسة الصواريخ التي تنطلق من لبنان في حال اندلاع حرب معه، وصواريخ «حزب الله» لا يمكن مقارنتها بأي حال مع صواريخ غزة، فالمنظومة الصاروخية للحزب تتميز بضخامتها وتطورها، وهو ما يضع إسرائيل أمام مأزق حقيقي كما صرح ضابط إسرائيلي أمس الثلاثاء لإحدى القنوات في تل أبيب.
وقال الباحث اللبناني محمد علوش: «هي المرّة الأولى التي تُجري فيها إسرائيل مناورة تُحاكي حربا شاملة ضد (حزب الله) و(حركة حماس)، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية، وتملك المقاومة في لبنان معطيات تجعلها حذرة من هذه المناورة أكثر من السابق»، ويضيف: «لكن للحرب شروطها وظروفها، وأسئلة تحتاج إلى أجوبة، على شاكلة (هل أصبحت إسرائيل قادرة على خوض الحروب من دون رضى الأميركي؟)».