الإعلام ودعم الإنتاج المحلي

اقتصادية 2021/05/17
...

ياسر المتولي 
 
أظهر مقطع فيديو مدمج عدداً من المشاريع الإنتاجيَّة الحديثة التي تعدُّ مفخرة، كونها استطاعت المنافسة والوقوف بثباتٍ ونجاحٍ أمام الإغراق السلعي.هذه المشاريع نفذت بأموالٍ عراقيَّة وجهدٍ وطنيٍ عن طريق قروض مبادرة البنك المركزي الخاصة بدعم المشروعات الكبيرة والصغيرة، وهنا يظهر الدور التنموي والفعال للمصارف العراقيَّة الخاصة، التي أسهمت بتمويل هذه المشاريع، والتي تزامنت مع حملة دعم المنتج المحلي (صنع في العراق).
اللافت أنَّ هذين المشروعين أسهما بتوفير مئات فرص العمل للعاطلين، وتبرز أهمية هذه المشروعات في دعم برامج التنمية، لذا فالأمر يتطلب توسيع إقراض مثل هذه المشروعات المهمَّة لتفعيل الإنتاج الوطني.
وهنا أود أنْ أشير الى الدور الأساس للصحافة والإعلام الوطني في تغطية مثل هذه المشاريع التي تعدُّ مفخرة حقيقيَّة في ظل هذا الظرف الصعب. ولكنْ لا يمكن لوم أجهزتنا الإعلامية الوطنيَّة بعدم تسليط الأضواء على هذه المنتجات، إنما لقصور الجهات المنفذة والمالكة لمثل هذه المشاريع في عدم تنظيم جولات إعلاميَّة لتسليط الضوء على منتجاتهم الفاخرة، إذ إنَّ أجهزة الإعلام تستقي معلوماتها من مصدر تنفيذ
 المشروع.
ولم أعرف ما إذا كان السبب هو ضعف التسويق الإعلامي للمنتج المحلي، رغم أنَّ هناك وسائل عرض باتت بالمئات تقوم بهذا الدور مثل مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها».
وخلال شهر رمضان الكريم كان الإعلان التلفزيوني يحصل على أعلى مشاهدات، لأنَّ أغلب الأسر العراقيَّة تقضي أوقاتها أمام شاشات التلفاز لوجود الحظر بعد الإفطار، وبذلك تستطيع هذه المشاريع تسويق منتجاتها على أكمل وجه لترسيخها في أذهان وأذواق المستهلكين وليسهم الجميع بتكريس أو إعادة ثقافة التغني بالمنتج الوطني، خصوصاً أنَّ المنتجات التي ظهرت كانت بمستوى عالٍ من النوعيَّة وبمواصفات فنية عالية الدقة.
كنا قد دعونا في مقالات سابقة في هذه الزاوية من الصفحة الى ضرورة إقامة معارض نوعيَّة متخصصة بالإنتاج الوطني المحلي بهدف دعم هذه المشاريع والتشجيع على
 ريادتها.
واليوم نكرر الدعوة لإقامة مثل هذه المعارض دعماً لحملة (صنع في العراق).هناك مبدأ معروف في كبريات الشركات العالميَّة والماركات العالميَّة الفاخرة هو تخصيص ٩٠ بالمئة من تكاليف المشروع للإعلان والتسويق للمنتج لتكريسه في أذواق المستهلكين، لكننا نلاحظ ضعفاً في هذا الجانب في أغلب مشاريعنا الانتاجيَّة.الخلاصة، أننا ما زلنا بحاجة الى تعميق الثقافة الاقتصاديَّة، وذلك يتأتى من خلال خلق إعلام اقتصادي متنور ومتجدد وذلك بعدم القصور من قبل أصحاب المشاريع في تخصيصات الترويج لبضائعنا لأنها تستحق الإظهار والإعلان على الملأ.
وهنا لا بُدَّ من الإشادة بالفريق الإعلامي الذي بادر الى توثيق هذا الفيديو المدمج وبجهود متواضعة لكنها مثار فخر وإعجاب ودعوة لإعلامنا الوطني لتوسيع دائرة الثقافة الاقتصادية لدعم برامج وحملة (صنع في العراق).