المستقبل وآفاقه اللامتناهية

اقتصادية 2021/05/20
...

نجم بحري 
 
ما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وبدأت حركات الإعمار في الدول التي تضررت جراء الحرب.. حتى ظهرت معها جهود مركزة لكفالة كل ما توصل إليه العلم من اختراعات وأساليب فنية متقدمة.. وبدأ السباق واضحا بين الدول المتقدمة اقتصاديا في الأخذ بأحدث صور التكنولوجيا وادخالها في كل القطاعات والأنشطة الاقتصادية.
وقد أشرق فجر جديد لاحت معه تلك الجهود في سبيل إقامة وحدات اقتصادية ضخمة، اذ اصبحت الدول الاعضاء فيها من ان تستفيد من كل الامكانيات العلمية والمادية المتاحة بهدف تحقيق اقتصاد الرفاهية للشعوب التي تعيش داخل هذه الوحدة. 
واذا كانت الدول المتقدمة اقتصاديا اصبحت بفضل وحدتها وتماسكها اكثر تقدما، فلا عجب ان ازداد البون الشاسع واتسعت الهوة العميقة لتفصل بين عالم الدول المتقدمة من ناحية وعالم الدول المتخلفة او النامية اقتصاديا من ناحية أخرى..على أنَّ مقتضيات العدالة في كوكبنا تحتم العمل على تضييق هذه الهوة والأخذ بيد الدول الفقيرة والنامية حتى يتحقق الرفاه والأمن والسلام والمحبة بين شعوبها. يضاف الى ذلك ان الدول المتقدمة أدركت انها لا تستطيع ان تعيش في عزلة عن العالم الآخر. لا سيما ان نسبة كبيرة جدا من الطاقة والمواد الخام تورد لها من الدول النامية، ومن ثم اصبح التعاون واجبا من اجل مساعدة الدول النامية والفقيرة حتى تلحق بركب التقدم والتطور الاقتصادي والاجتماعي. وكيف لها ان تلحق بهذا الركب؟، اذا لم تتمكن من التوصل الى الاخذ بأساليب التقدم التقني المفعم بالعلم والمعرفة.. وهي الاساليب التي سبقتها الدول المتقدمة الى الأخذ بها.. 
ومن اجل ذلك كان لزاما العمل على تزويد الدول النامية بما فيها الدول العربية وهي تملك الطاقة الاساسية (النفط) وتتفرد بها عن شعوب العالم وتلعب دورا مهما في تقرير مصير الاقتصاد العالمي بأكبر قدر من المعلومات عن اساليب التكنولوجيا، وانواع الصناعات في الدول الغربية وانواع الصناعات في الدول المتقدمة الاخرى للأخذ بها والافادة من امكانياتها.
إن التطور الاقتصادي المذهل الذي بدأ في جميع دول العالم النامي ومن ضمنها البلدان العربية يحتم علينا ان نفكر في المستقبل وآفاقه اللامتناهية.. التخطيط بعيد المدى. وليس من شك فإن النمو الصناعي في دول العالم الثالث قد أدى الى طلب متزايد للبضائع والخدمات ورؤوس الاموال واستخدامها الأمثل من اجل العلم والمعرفة.
لذلك فإن الظروف اصبحت مؤاتية لتعاون اقتصادي أوثق، وهذا يستلزم ايضا مددا من المعلومات التي توجه الى تلك الدول النامية. الامر الذي سوف يتحقق بالتوثيق والرغبة الصادقة وصولا الى خلق الابداع والتطور الاقتصادي الشامل لخير
البشرية.