علي البدراوي
أمام قاضي التحقيق يقف المتهم (ج) معترفاً بفعلته التي قام بها مع شقيقه (م)، والتي أدت الى إزهاق روحين بريئتين من دون ذنب يذكر جراء الطمع الذي أعمى بصيرتهما، من دون أن يحصلا من نزعته التي اعترتهما على أي شيء يذكر سوى الخيبة والضياع.
يقول (ج):
عملت لمدة ثلاث سنوات في شركة (ع.غ) للصيرفة والتحويل المالي في محافظة كربلاء بصفة (كهربائي) ولحاجتي للمال «رغم تقاضيه الراتب منها» قررت مع شقيقي (م) القيام بالسطو على الشركة التي أعمل بها، والاستيلاء على ما تحويه من أموال، كوني على دراية تامة بجميع تفاصيل الموقع فخططنا على اقتحامها ليلا وسرقة ما فيها من اموال.
كنت أعرف بتعرض المصعد الكهربائي للشركة الى عطل، كلفت بإصلاحه من قبل الإدارة وقد
اتخذت ذلك الأمر ذريعة لتنفيذ خطتي، حيث ذهبت ليلا بصحبة شقيقي الى مقر الشركة متخذين من إصلاح مصعدها حجة للسطو عليها.
كان لدي علم مسبق بوجود موظفين اثنين داخل مقر الشركة يمارسان عملهما المسائي فيها، ولم يكن أمامي من بد الا التخطيط لقتلهما والتخلص منهما، كونهما يعرفانني ليتسنى لي السرقة بسهولة من دون أي عراقيل تذكر.
حضرت مع شقيقي الى مقر
الشركة بواسطة دراجة نارية وكان الوقت حينها قرابة السابعة مساءً من ذلك اليوم الشتائي الكانوني البارد.
ركنا الدراجة قرب بوابة الشركة وضربنا على جرسها بصورة طبيعية وحال فتحه لنا من قبل الحارس (بنغلاديشي الجنسية) قمت بضربه على رأسه بعصا خشبية ومن ثم ساعدت شقيقي بسحبه الى داخل باحة الشركة لنقوم بخنقه حتى الموت.
بعد ذلك نزلت بصحبة شقيقي الى الطابق الارضي لندخل الى غرفة الموظف (أ) فضربناه على رأسه ايضا، حيث كان نائما في فراشه ومن ثم قمنا بخنقه بواسطة
(غترة) كان يلف بها رأسه واجهزنا عليه.
بعد ان تم التأكد من وفاة الموظف (أ) قمنا بسرقة ثلاثة هواتف نقالة حديثة وجدناها على طاولة
المكتب.
فتنشنا ملابس (أ) الذي اصبح جثة بعد مفارقته الحياة بحثا عن نسخة من مفاتيح القاصة الخاصة بالشركة، ولم نجدها فقمنا بالصعود الى غرفة تعود اليه وعند بحثي في مقتنياته داخلها وجدت نسخة من مفاتيح القاصة لنأخذها مسرعين الى مكان القاصة الموجودة في غرفة بالطابق الارضي لنفتحها بواسطة المفتاح، ثم قمنا بتفريغ ما موجود بها مبالغ مالية في حقائب حصلنا عليها من داخل الشركة.
وعند محاولتنا الهروب بعد ان اتممنا ما خططنا له من سطو وقتل تبعته وسرقة فوجئنا بحضور صاحب الشركة اليها، حيث لمحنا من
شباك الغرفة دخوله الى باحة المبنى فما كان منا الى الاسراع بالهروب الى سطح الى بناية مجاورة تاركين المبالغ المالية التي سرقناها وكذلك دراجتنا التي جئنا بها لائذين بالفرار.
كانت العملية قد استغرقت حوالي ثلاث ساعات وباءت بالفشل مخلفين بها ضحيتين من العاملين بالشركة.
الوقوع في قبضة العدالة
بعد ان عدنا الى المنزل اتصل بي في مساء الساعة الحادية عشر صاحب الشركة (ي .ع) طالبا مني الحضور لوجود مشكلة في كاميرات المراقبة وحال حضوري القي القبض علي من قبل الشرطة، التي اصطحبتها الى منزلي حيث ضبطت فيه الملابس التي كنت ارتديها عند وقوع الحادث وعليها بقع دموية.
قمنا بتلك الجريمة بدافع الطمع ولم نجن منها على شيء غير الخيبة والخسران.