خمسون يوما .. من الرصيد!

الرياضة 2021/05/25
...

علي رياح  

 
معَ غروب شمس هذا اليوم ، تكون خمسون يوما بتمامها وكمالها قد انقضت على وداع آخر لجنة خليجية للتفتيش زارت مدينة البصرة للاطلاع على تحضيراتها ، وما حققته من نسب إنجازية على صعيد الملاعب ومعها البنية التحتية التي تتعلق بالخدمات والتنقل داخل المدينة وفي محيطها .
تنقضي كل هذه المدة في حساب الزمن ، بينما يحتفظ الزائرون من الكويت والبحرين واليمن بملف لخارطة الطريق والتي تخللتها مجموعة من الوعود ، والأصح تلك التعهدات التي قطعتها وزارة الشباب والرياضة ممثلة بالوزير النجم عدنان درجال والحكومة المحلية ممثلة بأسعد العيداني محافظ البصرة والذي كان يحدثنا خلال الزيارة عن أهمية أن تنال البصرة حقها التاريخي والرياضي في تنظيم النسخة المقبلة بينما كان يكرر وضع يده على صدره كتعبير عن التعهد بتبنّي كل المطالبات الخليجية والملاحظات المهمة ، في تعبير عن استعداد البصرة لأن تمضي قدما في العمل وقطع الخطوات اللازمة وإتمامها قبل الموعد الرسمي المقرر للبطولة.  
علينا أن نتذكّر ونُذكر كل يوم بـ (خليجي 25) .. وفي يقيني أن البصرة ، حتى وهي تدخل الصيف القائظ قبل الأوان ، تستنفر جهودها على كل صعيد .. لا يتسلل إلى قلوبنا شك في نوايا الشخصيات الرياضية والحكومية لأن تعمل ، لكن ما نفتقده الآن – كجمهور ومتابعين – أي شكل من أشكال الرصد الميداني أو الإعلامي المتكرر الموجز الذي يطمئننا على مسارات العمل في أكثر من ميدان – ملعب الميناء الأولمبي أو المستشفى التركي (السياب) أو فنادق المدينة الرياضية ، مثلا!  
لديّ قدر هائل من الثقة في كل جهود الكوادر التي عملت وتعمل ، وما اتحدث عنه الآن هو ضرورة وضعنا في صورة هذا التقدم الحاصل في العمل والانشاء والاستكمال بعد خمسين يوما على انطواء رحلة الوفد الخليجي والتي حسمت لنا الأمر .. ماذا تمّ خلال المدة التي انقضت ؟ ما هي نسبة التقدم الحاصلة ؟ أين تتركز الجهود في هذه الفترة ، وعلى أي اتجاه سينصب العمل في (الملف البصري)؟  
هذه اسئلة أطرحها هنا اليوم ، وأظن أن كثيرين يبحثون عن إشارات الاطمئنان على أننا وظفنا الأسابيع الماضية في عمل جدي موقعي يبعث على رفع منسوب الأمل ويبدد أي شكل للقلق .
لا أظن أن هدفا لدى وزارة الشباب والرياضة ووزيرها الكابتن درجال أو محافظة البصرة وكل مسؤوليها وأهلها ، يفوق التجهيز للبطولة واستكمال النواقص ورفع نسبة الإنجاز في بعض الفقرات إلى ما يقترب من الاكتمال ، ولهذا أدعو الجميع إلى استثمار كل المساحة الزمنية المتاحة أمامنا للمضي في العمل ، كما أدعو الحكومة المركزية التي تحركت هي الأخرى على صعيد القيادات الخليجية للحث على إنصاف العراق والبصرة .. أدعوها لأن تضغط على (زر التحفيز) وأن تتحرك هي الأخرى لكي تسأل عمّا تحقق خلال الأسابيع التي تلت زيارة وفد التفتيش الخليجي ، والأهم أن تؤكد دعمها الحقيقي والملموس لكل المشاريع .. فلقد نفد من الرصيد المتاح لنا خمسون يوما ، وعلينا حساب كل يوم بحرص شديد كي لا يتوهم أشقاؤنا – لا سمح الله – بأن وعودنا وتطلعاتنا تسكن خارج الزمن!