عود ليش كل ما يأتي الصيف، يأتي البلاء ويداهم العراقي من كل مكان بسبب الكهرباء؟.
ألا تكفي مدة ثمانية عشر عاما لايجاد حل لهذه المشكلة (الازلية)، التي باتت تشبه قضية فلسطين بصعوبتها؟، والمفارقة ان الحكومة وخلية الازمة تطالبان الناس بالمكوث في منازلهم، خوفا من الاصابة بعدوى فيروس كورونا، وكأنهم لا يعلمون بان هذه المنازل قد تحولت الى أفران او اشبه ما يكون بحمامات ساونة مجانية، حتى أن الكثير منهم اصبحوا يسخرون من على منصات التواصل الاجتماعي من مقولة (خليك بالبيت)، لأن الاخير لم يعد بيتا صالحا للمكوث فيه بالنسبة للكثير من المواطنين، وانما تحول الى مركز لتخفيف الوزن شاء صاحبه أم ابى.
***
تعودنا نحن العراقيين على التدافع والتزاحم في اغلب التقاطعات، وكأن هناك جائزة للسائق الذي لا يترك مجالا لمرور سيارة زميله قبله؟.
هل القضية تتلخص في اننا شعب يحترم الوقت مثلا، ويؤلمنا أن نضيع ولو ثانية واحدة؟، لكن المشكلة ان هذا الفرض ساقط من اساسه، لكون الزحامات المفتعلة من قبل السائقين ستكلفهم ساعة او اقل او اكثر في الظروف العادية.
إذن أين تكمن المشكلة؟، هل العجلة وعدم الروية مركوزة في جيناتنا؟، ام ان هناك مرضا نفسيا يدفع المرء لتحصيل حقه، لكونه بات يخاف ان يؤكل كل ما يمت بصلة اليه، كما في المرور في هذا الطريق او ذاك؟، وعود ليش لا يوجد اي عالم اجتماع عراقي او نفسي تصدى لتحليل هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية؟.
***
لا يزال المواطن يعاني عند مراجعته للدوائر الرسمية، نتيجة الروتين القاتل المعمول به في هذه الدوائر؟ ومتى يتحقق الحلم بتطبيق نظام الحوكمة الالكتروني الموعودين به من قبل مختلف الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ التغيير؟.
منذ سنوات ونحن نقرأ في مختلف الصحف والمواقع الالكترونية، ان العراق يعتزم تطبيق نظام الحوكمة وترك النظام الورقي الذي أكل عليه الدهر وشرب، ولكن تمضي السنون والمشروع مجرد تصريحات من هنا وهناك ولا اي بادرة لتنفيذه على الواقع.
المحزن في الامر ان دولا لا ترتقي لعمر العراق الحضاري ولا امكانياته البشرية والمالية، التحقت ومنذ سنوات بركب الدول المتطورة الكترونيا، وبات نظام الحوكمة هو المهيمن على دوائرها الرسمية، ما جعل مواطنها في راحة تامة عند المراجعة، بل لعله لا يقصد اي بناية حكومية ويكفيه فقط ارسال بياناته الى موقع الدائرة المعني.