قد تبدو لنا حياة الأبدية مُضجرةً، لكنها آمنة .
وأنا، للأسف، إنسانٌ فانٍ، وأشعر باستمرار بالقلق مما هو قادم، يقول جون ديفور في مقاله هذا. فمن أنا؟ وماذا عليَّ أن أفعل؟ أريد أن أكون شجاعاً. أحتاج لأن أكون شجاعاً. وأريد أن يتذكر الناس أني لم أهرب من معركة صائبة. فالحظ يحابي الجَسور ويثبُت، لذلك، من أجل الشجاع.
لستُ بطلاً، لكني أعرف القليل عن الشجاعة. وقد رأيت ذلك بنفسي، فأنا أعرف أبطالاً. لقد قابلتهم. وهم مندهشون كغيرهم مما قاموا به من أعمال. وسواء كان من الجرأة الحلم بما هو فائق، أو تجاهله، أو المسح على جبين محموم والقول همساً: «ستكون في حال أفضل» حين تكون الحقيقة أن الأطباء لا يعرفون إن كانوا سيعرفون.
اللحظة والاختبار
والخطوة الأولى إلى ذلك بسيطة: كن خائفاً. وهذا ليس بالأمر الصعب، في الواقع. والحياة حافلة بالمخاوف: الطيران، الشيب، العناكب... وهناك الوحوش الغريبة تحت السرير، وفي الخزانة، وفي التويتر! فخذ ما تشاء. ومن أجل أن تكون شجاعاً، يجب أن تتقبل أنك لست شجاعاً. ولا أحد كذلك، حتى تأتي اللحظة التي يتوفر فيها الاختيار.
فدعونا نتحدث، لهذا، عن تلك اللحظة. ذلك الجزء من المليون من الثانية قبل أن تختارالقيام بالشيء المخيف حتى وإن كنتَ مفزوعاً من القيام به. هل تُخبرها بإنك تحبها؟ تبحث عن تشجيع؟ أتثق بمواهبك؟ إن تلك اللحظة التي لا نهاية لها كما يبدو تدعى إقداماً.
فرق صغير
وهناك فرق صغير بين الشجاعة bravery واالإقدام courage .
فالإقدام هو مواجهة عقبة مستحيلة حتى وإن كانت مخيفة. هو أن تكون قوياً وأنت ضعيف. إنه الرُّكَب المتذبذبة وأنت تنتظر المركب الدوّار. إنه الوقود الذي يوصلك إلى ذلك الحشد من خفقات القلب عند اتخاذ قرارٍ ما.
والإقدام يحملك إلى شفا مضرب الأمثال. أن تقفز، أو لا تقفز. أما الشجاعة، فهي القرار بالمضي في المغامرة مهما كان الخطر. الشجاعة هي الفشل أو التحليق. الوقوف من أجل نفسك، أو من أجل شخص آخر، رغم ما يمكن أن يحدث لاحقاً. الشجاعة القيام بخطوةٍ واحدة للامام، تليها أخرى، وأخرى ...
إن الحياة تزخر بأخطار حقيقية. وكما قال الرئيس تشارلس زافيير مرةً، فإن الشيء الوحيد الذي يُخاف منه هو الخوف نفسه، ومرض الأيبولا. والإعدامات الجماعية. وجارك الملاصق لك. والشجاعة ليست رفسك الأفعى ذات الأجراس. لكن الخوف لا يعرف على الدوام الفرق بين التوجس والرفض، أو التحسّر، أو عدم الثقة بالذات. إن الخوف يريد حمايتك، حتى من الأمور الجيدة في الحياة. والخوف لا يريد لك أن تنرضَّ، عاطفياً، أو بدنياً. والشجاعة هي أن تكون حاضراً إلى حد أنك تستطيع أن تتدبّر أمر ذلك الخوف وتحيا.
كن مَن أنت
أما الخطوة الثانية، فأن تشعر بما تشعر. قل لنفسك ما في خاطرك. ثق بقلبك. واغمض عينيك، وافتحهما. يداك يدا أجدادك، فهما قويتان. ودعِ الإقدام يدفعك نحو تغيير حياتك في نواحٍ صغيرة وكبيرة. وحين يحضرك الاختيار ــ إبدأ أو توقّف، إتبع أحلامك أو استقر في مكانك، كن مَن أنت، لا مَن تتوقع أن تكون ــ قل «نعم» للشيء المخيف. وفي النهاية، ستكون شاكراً لكل الأوقات التي قلتَ فيها «نعم».
عن / Medium