ألعاب القوى العروس التي خلعت زينتها بسبب الإهمال

الرياضة 2021/05/30
...

 الحلة: محمد عجيل 
 
وفي البداية لابد من القول إنه قد لا يختلف اثنان على ان العراق كان واحدا من ابرز بلدان المنطقة العربية وآسيا بألعاب القوى على مستوى الرجال والنساء، ومن هنا ولدت الاسماء التي بقيت بالذاكرة، امثال طالب فيصل وعوف عبد الرحمن وعباس لعيبي وسامي الشيخلي وناجي غازي وعدنان طعيس وايمان صبيح وايمان نوري وايمان عبد الامير ودانة حسين، وقد تطول مع غيرهم القائمة. 
وللتاريخ نشير الى ان انجازات هؤلاء الابطال سواء على مستوى القارة الصفراء او البطولات العربية كانت تتحقق في ظل ظروف فنية عقيمة بسبب غياب الملاكات التدريبية القادرة على احداث طفرة نوعية بأداء اللاعبين، اضافة الى غياب البنى التحتية، إذ يفتقر العراق الى أماكن التدريب واقامة البطولات، إذ كانت تقتصر على مضمار ملعب الشعب الدولي، ثم ظهرت للعيان ملاعب الجادرية المكشوفة، يضاف الى ذلك ضعف الجوانب التنظيمية في اقامة المسابقات، وكان الامر يقتصر على بطولات الجيش والجامعات العراقية، ثم تطور الواقع كي تتحقق بطولة العراق بألعاب القوى .
وبرغم المساعي الحثيثة للنهوض بواقع اللعبة، إلا ان عروس الالعاب تبدو اكثر بؤسا وشقاء نتيجة الاهمال الذي يصيب المنظومة على مختلف الاصعدة، وفي هذا السياق يقول مدرب نادي الحلة الدكتور سعد تايه الذي احرز عشرات الألقاب المحلية على مستوى الفئات السنية: إن انعدام الإرادة عند صناع القرار الرياضي اتجاه اللعبة هو الذي ولد الإحباط وخلق حالة من التذمر، حينما يرى من يمارس رياضة العاب القوى الفرق الكبير بينه وبين قرينه في رياضة اخرى حيث الامتيازات والملاعب والمراكز التدريبية والتجهيزات والاعلام، ولا ننسى الفارق بينه وبين ابطال في دول مجاورة من حيث المأكل والمسكن والمخصصات. 
ويعتقد صاحب ذهبية العاب اسيا في نيودلهي عام 1982 في فعالية 1500م العداء فالح ناجي، بأن النهوض بعروس الالعاب لا يمكن ان يحدث اذا لم تكن هناك خطة خمسية تضعها اللجنة الاولمبية العراقية، تتضمن انشاء مراكز تدريبية للمواهب واعتماد مدربين اكفاء، حتى إذا تطلب الامر التعاقد مع مدربين اجانب، وقال: يكفينا البكاء على الاطلال والتفاخر ببرونزية عبد الواحد عزيز الاولمبية، وعلينا شد الاحزمة وايجاد هدف مشترك غايته نيل اوسمة في الدورات الاولمبية المقبلة، ولا ارى مبررا لهذا الاهمال، اذ لا تحتاج العاب القوى الى تلك الاموال الطائلة لانشاء البنى التحتية، ويحزنني كثيرا ان ارى بلدانا متخلفة بهذه الالعاب وكانت عبارة عن متفرجين لانجازاتنا الاسيوية، أراها تقف على منصات التتويج الاولمبية. ناجي اشار الى ضرورة استعادة بطولات غيبت في الفترة الاخيرة، منها بطولات الجامعات والبطولات العسكرية، اذ كانت رافدا مهما للاعبين واللاعبات، ولا انسى ان اذكر معقلا اخر هو البطولات المدرسية، موضحا أن عداء العاب القوى لا يحتاج سوى الى نظام غذائي خاص ووحدات تدريبية صحيحة على ملاعب صحيحة وتدرج في البطولات، وهذا ماهو معمول به في مختلف ارجاء العالم بعيدا عن آفة التزوير التي يتسابق لها العديد من المدربين من اجل الاسراع في تحقيق الانجاز على حساب الاعمار الحقيقية، بينما يوضح بطل فعالية 400 م عباس لعيبي ان أمر التهميش والاهمال طال ابطال اللعبة من حيث عدم اعتمادهم مدربين او خبراء يمكن الافادة منهم في النهوض بمستوى اللعبة، وقال: أتألم كثيرا حينما المس تهميشا من قبل الموسسة الرياضية سواء وزارة الشباب او اللجنة الاولمبية  او اتحاد اللعبة، واعتقد بأن واحدا من الاخطاء التي وقع فيها العراق هو الاعتماد على اشخاص من غير الاختصاص لانهم وبصراحة يشيدون بناء خاطئا لا يستند الى الاسس العملية، هذا من جانب، وارى ان الجانب الاخر هو غياب الانتماء الحقيقي للعبة، فقد كنا نزاولها من اجل سمعة الوطن وليس من اجل المخصصات والراتب وهذا هو الهدف المعتمد حاليا.