الكشاف.. حقيقة أم بدعة؟

الرياضة 2021/05/30
...

طه كمر
 
منذ زمن بعيد ونحن نسمع بمصطلح الكشاف في كرة القدم، وعرفنا أن ثمة رجلا محترما يدعى داود العزاوي اكتشف العديد من اللاعبين وأصبحوا نجوما وقامات كبيرة في مجال كرة القدم العراقية، بشهادة العديد من هؤلاء اللاعبين عندما نشاهدهم في مقابلات تلفزيونية وهم يطرحون اسمه ويمتدحونه لما أوصلهم اليه من خبرة ودراية بمجال اللعبة، ولكن ربّ سائل يتساءل بكل مشروعية؛ هل الكشاف مهنة خاصة اقتصرت على هذا الرجل المعطاء الذي قدم لكرة العراق الكثير؟ ولماذا لا نطور تلك المهنة ونجعل فريقا كاملا من الكشافين يختصون بهذا المجال؟ عسى أن نحصل على مواهب جديدة لحماية كرتنا من الانقراض لا سمح الله.
من خلال متابعتي للعديد من الامور الرياضية بحكم مهنتي الإعلامية، وجدت أن هناك عددا كبيرا من الكشافين لكنهم بعيدون كل البعد عن الواجهة، ولا أحد يعلم بهم سوى هم أنفسهم، فإنهم يصنعون لنا جيلا كرويا خلسة، ومن دون أي ضجيج وبهرجة وصخب الكلام والتصريحات الرنانة التي دائما ما تقلقنا وتصدع رؤوسنا من دون فائدة، وهذا ما ينعكس على تسمية مدربي المنتخبات الوطنية وحتى إدارات الأندية التي تدوّر مجموعة من المدربين بينها وتترك هؤلاء الجنود المجهولين لا أحد يعلم بهم سوى اللاعبين الذين كانوا من صنع أيديهم.
أي ظلم وأي إهمال وأي تجاهل وأي تماد تمت ممارسته بقصد أو من دونه على هؤلاء الناس الذين نذروا أعمارهم لخدمة كرة العراق، ولم ينالوا سوى حب واحترام مجموعة محددة من اللاعبين الذين أصبحوا نجوما ولاعبين يشكلون العمود الفقري لأي فريق ينتمون اليه، بعيدا عن دراية من يمسك بمقود كرة العراق الذي لم يدر وجهه إليهم، بل يعطيهم دائما ظهره، وقد لا يقصد حتى لا نظلمه، ولكن من الصعب أنه لا يعلم بهم.
هناك مدربون عملوا بصفة مربين وخدموا شريحة اللاعبين منذ أن كانوا براعم حتى أصبحوا ضمن المنتخبات الوطنية وأعرق الأندية المحلية، ومنهم ابراهيم علي، باسل فاضل، اسماعيل محمد، صباح عبد الحسن، كريم نافع، جمعة جديع، حسن محمود، خالد غني، رائد خليل، عامر قاسم، رحيم صدام، أحمد جمعة، وعذرا لمن لم أتذكر اسمه، ولكن هذه الأسماء تحضرني دائما لأني أتابعها باستمرار، وأرى بأم عيني كيف يتعاملون بطريقة تربوية مع اللاعبين الصغار لإيصالهم الى الدرجة التي تؤهلهم ليكونوا ضمن المنتخبات والأندية المهمة، فلماذا لا يتم اعتمادهم بصفة كشافين رسميين لكي نحافظ على ديمومة كرتنا من التلف، وهل يستكثر القائمون على الرياضة عليهم راتبا حتى لو كان بسيطا يشعرهم بأن مهنتهم حقيقية وليست بدعة؟ هذا تساؤل أضعه أمام قادة رياضة العراق وكل من له شأن بكرة القدم.