التيار العوني يلوح باستقالات جماعية من البرلمان

الرياضة 2021/05/30
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
يواصلُ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تكثيف جهوده في المسار الحكومي المتعثر، وقد عبرت مصادر قريبة من “عين التينة” بأن الوقت حرج جداً وأننا لم نعد نمتلك ترف الوقت، في ظل التحديات الداهمة والأزمات الخانقة، وأن الأمور لابد من أن تأخذ مسلكها الجدي على سكة الحل، ومن المنتظر أن يلتقي بري غداً الاثنين الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا في لقاء وصف بالمهم جداً. 
وعبرت مصادر لبنانية مواكبة للماراثون الحكومي المتعثر عن اعتقادها بأن هذا اللقاء سيكون مفصلياً في تحديد بوصلة التحركات اللاحقة لرئيس مجلس النواب الذي ربما يمدد سقف المهلة التي وضعها لوساطته من عشرة أيام إلى منتصف شهر حزيران كما ذكرت أوساط مطلعة، ومن المنتظر أن يشارك في اللقاء رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل وشخصيات فاعلة أخرى من التيار العوني، ويبدو ان العونيين قد أوصلوا رسالة جدية لرئيس مجلس النواب بري ولغيره من اللاعبين الأساسيين في المعترك السياسي اللبناني بأن التيار الوطني الحر قد يقدم على استقالات جماعية بمشاركة نواب آخرين من المجلس النيابي إذا تشبث الحريري بما أسموه “بتسويفه وعدم جديته في تشكيل الحكومة”. 
وقد وصف المراقبون تحركات بري وتكثيف اتصالاته بأنها الفرصة الأخيرة التي يمكن أن تنتشل ملف تشكيل الحكومة بعد حالة انسداد الأفق وبعد الانكفاء الفرنسي عن مواصلة ضغطه على ساسة لبنان ووصول مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى جدار مغلق، رئيس “مركز الارتكاز الإعلامي” سالم زهران أكد أن “ما نشهده من جهد لمحاولة حلحلة الإزمة الحكومية المستعصية هي الفرصة الأخيرة لتشكيل الحكومة خلال أيام معدودة، وإذا فشلت المساعي سنشهد على واحدة من اثنتين: 1_ اعتذار سعد الحريري عن التكليف مرفقاً بالاستقالة من مجلس النواب. 2_ استقالة نواب التيار الحر والدعوة للذهاب إلى انتخابات نيابية، وعليه، إما حكومة 24 وزيرا أو استقالات من مجلس النواب”.
أما نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش، فأشار بدوره أمس السبت الى أن “المعطيات الإيجابية التي تخرج الى الإعلام حول حلحلة العقد الحكومية ليست كافية لدينا كتيار مستقبل أو كرئيس مكلف، فنحن نسمع باتصالات من هنا ومشاورات من هناك، لكن نتائجها لم تصل بعد الى مسمع سعد الحريري، ربما لأنها لم تصل الى نتيجة، أم لانها في مرحلة التخطيط والتحضير، لذلك نقول ان الأمور ما زالت كما كانت الأسبوع الماضي”، موضحًا أنه “عندما تكون الأمور جاهزة وتعرض علينا وتكون ضمن المقبول، عندها نقول أن هناك امكانية للوصول الى حلحلة”. 
وتتداول الصالونات السياسية والإعلامية في لبنان بأن الرئيس المكلف سعد الحريري ربما يعمد إلى عدم تسهيل تشكيل الحكومة حالياً ريثما تحسم حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة الدكتور حسان دياب ملف رفع الدعم عن السلع الأساسية كي لا يتحمل الحريري وزر وتبعات هذا القرار على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، بينما يشير مراقبون الى معضلة الحريري وعدم حصوله على الضوء الأخضر السعودي خلافاً لكل التأكيدات التي أطلقها عدة مسؤولين لبنانيين بأن الأزمة داخلية، وتأتي الزيارات المستمرة التي يقوم بها الحريري إلى أبو ظبي-والكلام لنفس المصادر- من أجل استكشاف الأجواء الخليجية والسعي لتدخل الأمير محمد بن زايد لدى حليفه الأمير محمد بن سلمان لرفع “الفيتو” السعودي عن زعيم تيار المستقبل كي يشكل حكومته المنتظرة.
في الأثناء شدد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن، على أنها “مرحلة الحسم، إما نسلك المسار الآمن وتُشكل حكومة إصلاحية، واما نسلك درب الجحيم. فليتحمل الجميع مسؤولياتهم”.