البحث عن كاتانيتش (الرسمي)!

الرياضة 2021/06/01
...

علي رياح  

 
 
عند اللحظة التي تقدَّمت فيها النيبال علينا بهدفها الثاني، قفزت إلى السطح قضايا وتداعيات وانطباعات ركبت موجة من الانتقادات.. ولم يكن في وسع وسائل التواصل الاجتماعي استيعاب هذا الكم الجارف من التعليقات التي تفجّرت وتركت شظاياها على الصفحات واندلعت معها تصفية الحسابات!  
موجة جارفة لم تفقد حرارتها ولم تهدأ حتى بعد أن سجل لاعبونا خمسة أهداف متلاحقة أنهوا بها الودية السهلة بنصف دزينة من الأهداف، إذ لم ينس الجميع الحقيقة الموجعة المقابلة وهي أنَّ شباك منتخبنا قد تلقت هدفين ربما كانا في عداد أحلام الفريق الزائر، وقد تكفلت هشاشة الدفاع العراقي بتأمينهما مع الممنونية الكاملة!  
ومثلما مرت ودية طاجكستان بتعادل هو أشبه بالعثرة الشديدة لمنتخبنا، جاء الفوز السداسي ليثير معه تساؤلات سبقت اللقاء عن جدوى خوض مباراة بهذا الطراز الهزيل مع منتخب يبحث عن الستر حتى مع المنتخبات النظيرة له في مكانته المتواضعة، فما الذي يجبرنا على ترتيب هذه المباراة بكل ما استوجبت من لجان عاملة انتقلت إلى البصرة كي تمهد الطريق لمثل هذه المباراة؟! 
الرد الوحيد الذي قدمته الهيئة التطبيعية ربما نقلا عن قناعات أو أقوال المدرب كاتانيتش أنَّ المنتخب كان في حاجة إلى مواجهة منتخب ربما له خواص مناطقية أو فنية مشابهة لمنتخب كمبوديا أو ربما هونغ كونغ، وقيل أيضا إنه من الأفضل للمنتخب العراقي أن يلعب في البصرة كنوع من المحاكاة والتعايش مع المناخ في البحرين، إذ ستدور رحى المباريات الرسمية بعد أيام.. وعلى المستوى الشخصي سبقتُ مثل هذا الطرح العجيب بالقول إننا بهذا إنما نؤسس لشرعة أو تقليد جديد سنتناسى معه في المستقبل خوض مباراة من طراز قوي مع منتخب رفيع المستوى إذا كان التفكير منصبا على إيجاد أوجه للشبه بين منتخبي النيبال وكمبوديا.. وهي شرعة لم أسمع أنَّ منتخبا معروفا على امتداد المعمورة قد أخذ بها، وإلا لما سلمنا بضرورة مواجهة الأقوياء سعيا وراء تطوير المستوى، ولظل منتخبنا يتأرجح بين منتخب ركيك المستوى وآخر متواضع المكانة.. تخيلوا أن يكون منهج كهذا شائعا في هذه الدنيا!  
لم تحقق وديتا طاجكستان والنيبال أي هدف له قيمة.. هذه وجهة نظري. ومع الإقرار بحق المدرب كاتانيتش في أن يطلع على مستويات اللاعبين وخصوصا الجدد منهم، فإن في الإمكان- في المستقبل- تحقيق الغايتين معا: مشاهدة اللاعبين، وخوض مباراة قوية هي التي تكشف عن المعدن الحقيقي للاعب الخبير المتمرس ومثله اللاعب الواعد!  
مباراة مع طاجكستان.. أو مع النيبال هي (مباراة والسلام!) إذا كانت في مثل هذا التردّي في المستوى والمضمون وبالتالي الفائدة المتحققة.. ومع انطواء هذه الصفحة التحضيرية التي أسالت حبرا نقديا كثيرا، سنسلم بما هو أجدى وأنفع.. ستتجه أنظارنا إلى المنامة حيث نتوقع من كاتانيتش وجها (رسميا) مقبولا غير الذي كان عليه منتخبنا في وديتي البصرة..
وإذا فعلها كاتانيتش والمنتخب، وحققت صورة المنتخب قدرا من الرضا والقبول، فإننا سنتغاضى وسنصفح عن المنتخب وعن القائمين عليه، وسنسرع على الفور في استعادة ما كنا نردده من قبل: كاتانيتش الرسمي لا يشبه نسخته الودية!