كلنا العراق

الرياضة 2021/06/06
...

طه كمر
على بركة الله سارت سفينة أسود الرافدين، لتبحر هذه المرة في العاصمة البحرينية المنامة بكل فخر، بانتظار ما ستؤول اليه موقعة المحرق التي تجمع منتخبنا الوطني مع نظيره الكمبودي يوم غد الاثنين، وهي إيذان باستئناف المشوار الآسيوي الذي انتظرناه بشغف، بعد أن عبث به فيروس كورونا كما هو الحال بجميع ميادين الحياة الأخرى التي أجلت بفعل فاعل، عندما ضرب هذا الكائن المجهري أطناب العالم بكل مكان ليجعلنا نمني النفس بعودة الحياة ولو الى جزء من طبيعتها، لتكون مباراة الاسود يوم غد هي الحدث الأهم الذي يشغل بال الملايين من العراقيين داخل أرض الرافدين وخارجها.
قلوبنا مع الاسود تنبض بكل ثانية تمر من عمر المباراة، حتى نصل معا الى بر الأمان، فنحن نريدها عراقية ولا نقبل بغير النقاط الثلاث التي ستعيدنا الى الصدارة ثانية، بعد أن ذهبت منذ أيام قلائل الى صاحب الضيافة منتخب البحرين، الذي اكتسح كمبوديا بثمانية أهداف نظيفة ليقف على قمة هرم المجموعة الثالثة بفارق نقطة واحدة عن منتخبنا، وهذا ما سيشعل فتيل المنافسة التي دخل فيها منتخب إيران طرفا ثالثا بنقاطه التسع، خصوصا أن هناك مباراة في غاية الأهمية تعقب مباراة منتخبنا يوم غد، يلتقي فيها منتخبا ايران والبحرين، وسيكون للفائز فيها حظوة في الاقتراب من خطف بطاقة التأهل، بينما ستصب نتيجة التعادل لصالح منتخبنا الذي تتاح له فرصة الصدارة.
لو حسبناها على الورق سنضع نقاط المباراة قبل بدايتها بجعبتنا، لكن احترام الخصوم من شيم الكبار، لذلك نتمنى من لاعبينا أن يتعاملوا مع المباراة بكل تركيز وإتقان ومثابرة وجدية، لبلوغ المجد الذي لا يأتي إلا بالتأني، فمباراة الذهاب التي انتهت عراقية برباعية نظيفة سيكون لها وقع في نفوس لاعبي الفريقين، لاسيما ان المنتخب الكمبودي مني بهزيمة قبل أيام معدودة على يد منتخب البحرين بثمانية أهداف نظيفة، وقد يحاول رد الاعتبار عند مواجهته منتخبنا، لذلك سيكون للحيطة والحذر دور مهم في تحقيق المنال.
ثلاث جولات بغضون عشرة أيام وتنتهي المهمة الأولية، لندرك جميعا اننا قادرون على تخطي خصومنا مهما تعقدت الظروف، فغدا كمبوديا وبعدها هونغ كونغ، ثم يكون ختامها مسكا بلقاء منتخب إيران الند الأقوى، لتكون لنا الكلمة الفصل ونعيد الكرّة ثانية كما فعلناها في موقعة عمّان عندما ابتسم الحظ للعراق في اللحظات الأخيرة، فنحن لا نحبذ لغة الحسابات المعقدة التي دائما ما تضعنا بعنق الزجاجة لنبحث عن بصيص أمل نلوذ به الى بر الأمان، والجميع يدرك جيدا أنه ليس لنا خيار سوى تحقيق العلامة الكاملة، التي تجعلنا ننأى بأنفسنا بعيدا وفي يدنا بطاقة التأهل، عندها تصدح كل الحناجر كلنا العراق.