إيناس جبار
لم يكن همّ الضحية سوى إتمام العمل وشراء مواد حتى وان كانت في أقصى الأماكن لتأمين احتياجاته وأسرته، إلا أن النفوس الضعيفة لم تأبه بحياة ورزق الآخرين وان كانت له أسرة بانتظاره وأعماهم الطمع ليسلبوه حياته مقابل مال زهيد.
محكمة الجنايات في محافظة ميسان كانت هي المختصة بنظر هذه الجريمة التي خلاصتها- أن المتهم (ق) قام باستدراج المجني عليه (ج) إلى منطقة خالية في مدينة قلعة صالح، مدعيا أن لديه كمية من شيش الحديد ليبيعه إليه.
صدق المجني عليه المتهم وسار معه إلى منطقة (الخصان) التي تقع على مشارف مدينة قلعة صالح القريبة من مدينة العمارة، والمتهم كان قد زرع له هناك شقيقه الذي كان ينتظر أن يجيء أخوه بضحية ينتظرها.
سار الضحية (ج) مع المتهم مطمئنا بأن لديه كمية من شيش الحديد، غافلا عما يخبئه إليه المتهم وأخوه، حتى إذا وصلا المكان الذي وصفناه بالخالي من الناس والذي سيلاقي فيه المجني عليه مصرعه، خرج شقيق المتهم من وراء ستار ترابي قريب وسلم على الضحية. وسألهما (وين الشيش؟).
وما أن أتم سؤاله حتى بادر المتهم بإطلاقة اخترقت ظهره واستقرت في صدره فطرحته أرضا، ثم قام الشقيقان بسلب المبلغ (مليون وثلاثمئة وخمسين ألف دينار» الذي
جاء به المجني عليه لشراء الشيش الحديد، ثم غادرا المكان تاركين القتيل مضرجا بدمائه.
ذوو المجني عليه تفقدوا غياب ولدهم لكن أحد الرعاة الذي كان قد مر بتلك المنطقة عائدا من رعي أغنامه، شاهد المجني عليه مقتولا فأخبر الشرطة، ثم أخبروا ذوي المجني عليه بعد أن تعرفوا إليه من هويته التي وجدوها بحوزته، فأحضروا ودونت إفادتهم وبعد التحري عن المتهمين، تمَّ القبض على أحدهما وهو من استدرجه وأطلق عليه الرصاص وبعد إجراء التحقيق الابتدائي والقضائي سيق المتهم (ق) إلى محكمة الجنايات في مدينة العمارة، وفي يوم المحاكمة أوقف في قفص الاتهام، ولما سئل عن الجريمة اعترف بارتكاب قتل المجني عليه (ج) بعد أن استدرجه بحجة أن لديه كمية من شيش الحديد، ثم تلي عليه محضر كشف الدلالة والكشف على محل الحادث فأيدها حرفيا واعترف بها.
ثم اختلت المحكمة للمذاكرة وعادت لتحكم على المتهم بالإعدام شنقا حتى الموت وفق أحكام المادة 406 ق. ع، لاقترافه جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد.
وقرار الحكم أرسل تلقائيا إلى محكمة التمييز الاتحادية لما يوجبه القانون، محكمة التمييز دققت حيثيات الحكم فسرعان ما صدقته، إذ وصفت المتهم بأنه ذو طبع شرس ونفس شريرة ومجرم خطر اتخذ من أرواح الناس البريئة سببا لتحقيق غايات دنيئة، ولما وصلت الإجراءات القانونية آخرها نفذ حكم الإعدام بهذا المجرم شنقا حتى الموت وحققت العدالة غايتها فيه.