زغرب: أ ف ب

 

تخوض كرواتيا، مفاجأة كأس العالم روسيا 2018 بحلولها وصيفة للمرة الأولى في تاريخها، نهائيات كأس أوروبا المقبلة بتشكيلة منقحة في ظل اعتزال بعض نجوم المشوار المونديالي.

يغيب عن التشكيلة الكرواتية المهاجم ماريو ماندجوكيتش ولاعب الوسط إيفان راكيتيتش، اللذان اسهما بوصول كرواتيا اللافت في المونديال.

لكن بعمر الخامسة والثلاثين، يبقى قلب الفريق لوكا مودريتش حاضرا، برغم خوضه 48 مباراة مع فريقه ريال مدريد الإسباني في الموسم المنصرم، وإضافة إلى مودريتش، أفضل لاعب في العالم سابقا، يعوّل الكروات على خبرة إيفان بيريشيتش صاحب التسديدات الصاروخية.

يعيش منتخب كرواتيا فترة انتقالية، وذلك بعد مشوارين مخيبين في دوري الأمم الأوروبية، لكن الفريق المكنى “فاترني” يحتفظ بمفاجآت كثيرة حتى الادوار النهائية.

تمتد جذور كرة القدم الكرواتية إلى منتخب يوغوسلافيا السابق الذي وصفه الاسطورة بيليه بـ”برازيل أوروبا”، ومنها تخرج عاطفة ملتهبة للعبة الأكثر شعبية في العالم.

في باكورة مشاركاتها في مونديال فرنسا 1998، حلت كرواتيا ثالثة مع هداف الريال السابق دافور شوكر، وصانع العاب ميلان الايطالي زفونيمير بوبان والفنان روبرت بروزينيتسكي والجناح السريع روبرت يارني.

تأسس منتخب كرواتيا الحديث عام 1991، قبل قليل من تفتت يوغوسلافيا، لكنه صدم الجميع عندما اقصى ألمانيا بثلاثية في ربع نهائي 1998 قبل أن يسقط بصعوبة امام فرنسا صاحبة الارض، فحل ثالثا على حساب هولندا، لكنه خيب الامال في الدور الأول من نسختي 2002 و2006.

تشارك كرواتيا في النهائيات القارية للمرة الخامسة تواليا والسادسة في تاريخها، وتبقى ابرز نتيجة لها الدور ربع النهائي عامي 1996 و2008، بينما ودعت النسخة الأخيرة من دور الـ16.

كان مشوارها سالكا في التصفيات، إذ تصدرت مجموعة تضم أمثال ويلز وسلوفاكيا والمجر.

 

استقرار فني ونجوم من ذهب

 احتفظ المدرب زلاتكو داليتش بمنصبه على رأس منتخب كرواتيا حتى عام 2022، بعدما قاده في مونديال روسيا الأخير للمرة الأولى في تاريخه إلى المباراة النهائية، ويرتكز على هذا السجل لتكرار مشواره في كأس أوروبا المقبلة.

المدرب الذي تولى مهامه في تشرين الأول 2017، قبل مباراة فقط من نهاية التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، نجح في إدارة تشكيلة ذهبية ضمت أمثال لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وإيفان بيريشيتش وماريو ماندجوكيتش.

عمل داليتش مساعدا للمدرب الشهير ميروسلاف “تشيرو” بلاجيفيتش الذي قاد المنتخب الكرواتي إلى نصف نهائي مونديال فرنسا 1998، في أول مشاركة لبلاده كدولة مستقلة، قبل ان تخسر أمام منتخب البلد المضيف 1 - 2.

قال قبل نهائي المونديال الأخير: “لا أشعر بالاحراج اذا قلت انني تعلمت الكثير من “تشيرو بلاجيفيتش”، مضيفا “عملت معه لمدة سنتين كمساعد مدرب ومدير رياضي في النادي، ويبدو انني خطوت خطوة إضافية عنه، فقد كان الرقم 3 في كأس العالم، وانا سأصبح الرقم 2 في الأقل».

وأضاف: “طوال مسيرتي، حياتي، اخترت دائما الطريق الأصعب. ذهبت إلى الخارج بمجرد عثوري على وظيفة  في أوروبا، لسنا محترمين حتى لو كان المدربون الكروات ناجحين. في أوروبا، يطلبون الأسماء الكبيرة».

وتابع: “بدأت في ناد صغير، آمنت بنفسي وعندما احتاجني المنتخب الوطني لم أشكك، حظيت بالثقة بعملي وبلاعبي فريقي. لكن لم يتم تقديم أي شيء لي على طبق (من ذهب)، ليس مثلما هو الامر في أوروبا، حيث يحصل البعض على مناصب في أكبر الاندية لأنهم كانوا من اللاعبين الكبار”.

 

مودريتش مركز الثقل بتكرار إنجاز 2018

بعد اعتزال لاعبين مثل ماريو ماندجوكيتش والحارس دانيال سوباشيتش والمدافع فيدران تشورلوكا عقب إنجاز الوصول الى المباراة النهائية لمونديال 2018، وبعدها إيفان راكيتيتش، يجد صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش نفسه مركز الثقل الأساس في تشكيلة منتخب كرواتيا.

وحتى في ظل وجود لاعبين بمكانة هذا الرباعي، كان مودريتش بيضة القبان في تشكيلة المنتخب الكرواتي، حين حقق الأخير الانجاز في روسيا 2018 بوصوله الى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه قبل انتهاء المغامرة على يد كيليان مبابي ورفاقه في المنتخب الفرنسي.

وسيكون على عاتق مودريتش قيادة الكتيبة الكرواتية للتأكيد بأن انجاز 2018 في كاس العالم لم يأت من فراغ، من خلال محاولة منح بلاده أفضل نتيجة لها في النهائيات القارية منذ انحلال عقد يوغوسلافيا التي وصلت الى النهائي مرتين عامي 1960 و1968 وحلت رابعة عام 1976.

ولم تذهب كرواتيا أبعد من ربع النهائي في مشاركاتها الخمس السابقة في كأس أوروبا منذ الاستقلال (مرتان عامي 1996 في مشاركتها الأولى بعد الاستقلال و2008)، وسيحاول مودريتش أن يكرر ما حصل في الصيف الروسي حينما حل ثالثا، في ما قد تكون مشاركته الأخيرة مع منتخب بلاده بما أنه في الخامسة والثلاثين من عمره.

ويملك مودريتش كل ما يلزم بالتأكيد ليكون أحد نجوم الصيف القاري، معولاً على سجله الرائع مع فريقه ريال مدريد الإسباني الذي أحرز معه جميع الألقاب الممكنة محلياً أو قارياً.