جيل شاب يحلم بإعادة إسبانيا للقمة

الرياضة 2021/06/09
...

 مدريد: أ ف ب
بمناسبة قرب انطلاق بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم التي ستقام هذا العام في 11 مدينة قارية للفترة من الـ 11 من حزيران الحالي لغاية الـ 11 من تموز المقبل، ولتقديم المزيد من المعلومات بشأن الفرق المشاركة ستقدم «الصباح» سلسلة حلقات متتالية تسلط الضوء فيها على منتخبات القارة العجوز وحظوظها في امكانية تخطي حاجز مرحلة المجموعات وبلوغ الأدوار الإقصائية، فضلا عن تقارير أخرى تتناول أبرز نجوم الكرة الأوروبية الذين سيحملون لواء منتخبات بلدانهم في هذا المحفل الكبير والمهم.
يحلم الجيل الشاب لمنتخب إسبانيا بتحقيق إنجاز في كأس أوروبا بكرة القدم وخطف لقب رابع قياسي، لكن عليها أولا تجاوز مجموعة خامسة تضم بولندا وهدافها روبرت ليفاندوفسكي وتشكيلة سويدية موهوبة.
بعد نحو عقد من الزمن على ملحمة جميلة تمثلت بإحراز لقبي كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010، هل حان وقت “لا روخا” للعودة إلى القمة مجدداً؟.
مع المدرب لويس إنريكي صاحب الألقاب مع برشلونة سابقاً وموهوبين بالجملة، تخوض إسبانيا النهائيات بين المرشحين لإحراز اللقب.
منذ عودته إلى تدريب المنتخب الأحمر في تشرين الثاني 2019، إثر غياب عدة أشهر بعد وفاة طفلته المريضة خانا عن تسع سنوات، كان الوقت متاحا لانريكي كي يطلق بعض الواعدين ويختبرهم.
حتى النافذة الأخيرة 
في آذار، حاول لاعب 
وسط برشلونة وريال مدريد السابق اجراء بعض التعديلات على تشكيلته التي اكتسحت ألمانيا بسداسية نظيفة في دوري الأمم الأوروبية في تشرين الثاني الماضي.
تتمحور مهمته حول منح الفريق هوية واضحة في ظل كثرة الشبان في صفوفه الذين يفتقدون لهوية القائد، على غرار بيدري (18 عاما)، إريك غارسيا (20)، فيران توريس (21)، أوناي سيمون (23)، باو توريس (24)، أداما تراوريه (25) وماركوس يورنتي (26)، وجميعهم لم يخوضوا أكثر من 10 مباريات دولية.
واللافت، انه للمرة الأولى في تاريخ اسبانيا، تشارك في بطولة كبرى ولا تضم تشكيلتها أي لاعب من ريال مدريد العريق.
وستخوض إسبانيا مبارياتها الثلاث في الدور الأول على ملعب لا كارتوخا في إشبيلية التي حلت بدلا من بلباو الباسكية المحرومة من شرف الاستضافة بسبب بروتوكول فيروس كورونا.
تشارك إسبانيا للمرة العاشرة في النهائيات، وأحرزت اللقب ثلاث مرات في 1964 و2008 و2012، وهو رقم قياسي تتشاركه مع ألمانيا.
وفي النسخة الأخيرة، خرجت من دور الـ16، على غرار كأس العالم في روسيا عام 2018.
شخصية إنريكي تعزز حظوظ “لاروخا»
 انحنت إسبانيا تقديراً لأداء منتخبها الأول في كرة القدم ومشروع دفع مدربها القوي الشخصية لويس إنريكي بوجوه شابة، بعد اكتساحه ألمانيا بطلة العالم أربع مرات 6-صفر في تشرين الثاني الماضي في دوري الأمم الأوروبية.
هبطت الاشادات على المدرب انريكي (51 عاما) الذي نجح برهانه، بعد تعرضه لانتقادات اثر نتائج سلبية، نتيجة تجديد عميق لتشكيلته، ولكن بعد الفوز التاريخي على ألمانيا، بدد الكثير من الهواجس حول مستقبل “لا روخا».
بعد وفاة ابنته خانا البالغة 9 أعوام لإصابتها بسرطان العظام، عاد في تشرين الثاني 2019 إلى مقعد المنتخب الاحمر الذي كان يحقق الانتصارات ولكن من دون إقناع.
عندما قرّر لاعب الوسط لويس إنريكي الانتقال من ريال مدريد الذي توج معه بجميع مسابقات كرة القدم المحلية، إلى معسكر الغريم الأزلي برشلونة عام 1996، صنف من قبل جمهور النادي الملكي بـ”الخائن».
لكن إنريكي لم يكن خائنا لأنه عاد إلى الفريق الذي أهله كرويا وعلمه أصول اللعبة حين كان يافعا (من 1976 حتى 1981)، قبل أن يقرر اختبار حظوظه مع سبورتينغ خيخون (من 1981 حتى 1991)، وصولا الى ارتداء قميص ريال من 1991 حتى 1996 وتوج معه ببطولة الدوري عام 1995 والكأس عام 1993 والكأس السوبر عام 1993 أيضا.
وعندما حل عام 1996، فاجأ إنريكي الجميع بطلب تحريره من عقده من أجل العودة الى فريق بدايته برشلونة من دون أي مقابل.
وأعلن مطلع آذار 2017، انتهاء مشواره مع برشلونة، وبعد انتهاء مونديال 2018، تبوأ منصبه على رأس المنتخب الاسباني.
خاض خلال مسيرته الدولية 62 مباراة مع منتخب بلاده، وتوج بذهبية أولمبياد برشلونة 1992.
 
أولى مشاركات يورنتي في بطولة كبرى
 «أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبداً”، قد يكون هذا المثل الأنسب الذي ينطبق على ماركوس يورنتي الذي بالرغم من أنه في السادسة والعشرين من عمره، انتظر حتى العام 2020 ليبرز على الساحة الكروية ويأمل نقل تألقه مع أتلتيكو مدريد إلى منتخب اسبانيا في كأس أوروبا 2020 في أولى مشاركاته في بطولة كبرى.
أطلق يورنتي مسيرته أوروبياً الموسم الماضي بهدفين مع اتلتيكو مدريد في مرمى ليفربول في الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري ابطال أوروبا، وتمريرة حاسمة لألفارو موراتا، وقاد فريقه للفوز 3-2 في ملعب “أنفيلد” العريق.
أدرك حينها أن هذا الأداء الخارق ضد ليفربول قد يشكل منعطفاً في مسيرته - حتى أنه أطلق اسم “أنفيلد” على كلبه احتفالا بالإنجاز - لكن لم ير ربما هذا التحول الجذري في الموسم التالي، إذ كان أحد الاركان الاساسية لقيادة اتلتكيو مدريد الى لقب اول في الليغا منذ 2014 بعد مساهمته بـ12 هدفا و11 تمريرة 
حاسمة.
استدعي للمرة الاولى الى المنتخب الاول في تشرين الثاني 2020 وفي حوزته أربع مشاركات فقط، لكن إذا ما أثبت مستواه بإشراف مدرب “لا روخا” لويس إنريكي، قد يكون يورنتي أطلق أيضًا مسيرة دولية ولو متأخرة قد تخوّله المشاركة أقله في ثلاث 
بطولات كبرى.