شؤون وشجون

الرياضة 2021/06/10
...

علي حنون
الغائصُ في أغوار الكرة البصرية، والمُطلع عن كثب، على شؤونها والعارف بشجونها، لا يجد بريقاً من الأمل يمكن أن يكون طوق نجاة بأمل ينتشلها من واقع التهميش، الذي تعيشه (طوعاً) منذ عقود، ولعديد الأسباب دعونا نقف عند المتيسر منها، وهي بطء التحركات واعتمادها على فرضيات يرسمها الآخرون لها وهي بالنتيجة المتوقعة عرضة للتغيير المستمر.
كما يطفو على السطح سؤال غاية في الأهمية، لماذا الاهتمام باسم واحد، دون آخرين فيهم من الخصال والإمكانية القيادية والإدارية ما يشفع في التفات أصحاب القرار لهم؟ ولماذا لا يكون هناك أكثر من مرشح؟ ويقينا لن تتفرق (عصا) الأصوات فتضعف، كما يشيع البعض، لاسيما لو خطط لعملية التمثيل والترشيح بفكر يضمن للأصوات، التي تقصد المؤتمر الانتخابي لتمثيل البصرة، الظفر بالمقاعد الإدارية.
التركيز على أكثر من شخصية والعمل على دعمها من قبل فريق عمل يمتلك القدرة على التأثير في الآخرين، هو كفيل بان يجري الأمر بسلاسة ومهنية كبيرة، لكن الواقع، الذي نقف على تفاصيله، وهو عدم وجود نقطة محددة يلتقي عندها، أصحاب الشأن حول عديد التفاصيل، تجعلنا (نستشعر) الظلام في آخر النفق، وحتى مقترح الاختيار الأولي غير المعلن، لأسماء تمتلك الرؤية والكفاءة، لتمثيل البصرة في المؤتمر الانتخابي للاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، ربما يجد صعوبة في التمرير، إذا لم تأت انتخابات الاتحاد الفرعي، التي ستجري في وقت لاحق من العام الجاري، مسايرة لتطلعات الهيئات العامة للمنظومات، التي بيدها قرار تسمية من سيمثل الكرة البصرية في المؤتمر الانتخابي العام.
معلوم أن هناك كتلتين، الأولى واقعية، تمثل قائمة وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، الذي يستند على ما تحقق من فقرات مشروعه الإصلاحي ومقبوليته عند نخبة من النجوم، كأرضية لانطلاقته القادمة بعد انتهاء مشواره الحكومي، وزيرا للشباب والرياضة، او حتى مع بقائه في منصبه الحكومي، في حال وجدت كتلته أن أمر جلوسه على كرسي الوزارة ورئاسة الاتحاد لا مثلبة قانونية عليه، وثانية وجودها غير معلن ولا  اي برهان على رؤيتها وليس لها لغاية اللحظة سوى تحركات لبعض أعضائها بعيدا عن الأضواء، والتي وحسب المتوفر من المعلومات، أنها تمتلك أيضا نصيبا من التأثير في توجيه مؤشر الانتخابات.
وفق ما تقدم، فان الحكمة تتطلب أن تخضع حسابات من ينشد الأفضل للكرة البصرية، إلى قراءة دقيقة ومتأنية، وحلم في تحديد التوجه والخوض بحكمة في موضوع التحالفات، طالما انه لا يمكن في الوقت الراهن تسديد سهام حكم مؤكد على الأهداف الحقيقية، لأنه لا النجومية ولا المقبولية الجماهيرية ولا حتى الدعم الإعلامي هي المعايير المطلوبة للنجاح في المؤتمر الانتخابي، وإنما التحرك المدروس على الهيئة العامة، التي هي وحدها من تملك كلمة المرور، للعثور على العلاج الحقيقي والشافي لعلة (التهميش)، الجاثم، منذ عقود، على صدور أبناء الفيحاء.