إنهم جنود {البوبجي} !!
آراء
2019/02/17
+A
-A
عبدالزهرة محمد الهنداوي
وبصراحة ان ضحكة ذلك الشاب ونظرته اليّ لم تفارق مخيلتي ، فرحتُ اسأل الاصدقاء والمقربين عن "البوبجي" فاكتشفت انني (نايم ورجلية بالشمس) ، فـ"البوبجي" لعبة الكترونية انتشرت بين مختلف شرائح المجتمع انتشار النار في الهشيم ، وهي واحدة من اخطر الالعاب التي تؤدي الى تنمية العنف في نفوس الشباب لانها تقوم اساساً على عملية قتل الاخرين الذين يصل عددهم الى ١٠٠ شخص ، والفائز فيها هو الذي يتمكن من قتل ٩٩ شخصا ليبقى هو وحده حيّا !! ، وهنا رُبَّ قائل يقول ، انها لعبة افتراضية ، وهي ليس سوى تسلية يمارسها الشباب لقضاء الوقت !! .. نعم ، قد يصحّ مثل هذا الكلام لو ان الواقع كان بعيدا عن هذا العالم الافتراضي .. ولكن الامر مختلف جدا ، فمضاعفات وتداعيات هذه اللعبة باتت تمثل خطرا داهما ينبغي ايقاف انتشاره ، وخطرها يشبه الى حد كبير جيشاً مدججاً بمختلف الاسلحة التقليدية وغير التقليدية ، يغزو بلدا ويعيث فيه قتلا ونهبا وتشريدا ولن يبقي من اهله باقية !!.. فعندما نتتبع الاخبار ونقرأ الواقع نجد ان لعبة "البوبجي" التي اصبح عمرها اقل من سنتين ، باتت اللعبة رقم (١) في العراق ، والكثيرون انهمكوا فيها حتى نسوا مهامهم وواجباتهم !!.. وينقل لنا اصدقاؤنا ان ممرضاً في احد مشافي العاصمة بغداد رفض انقاذ حياة طفل يرقد في احدى الردهات ، فالممرض كان يلعب"البوبجي" ، وعندما يطلب منه والد الطفل مساعدة ابنه ، يجيبه ، وهل ترضى ان اموت ؟!!!.. وهناك الكثير من القصص المرّوعة التي نسمعها بسبب الادمان على هذه اللعبة الخطيرة ، التي اثّرت في الحياة الاسرية ، وتسببت في تراجع مستوى الاداء لدى الكثيرين من موظفي الدولة ، وانخفاض المستوى التعليمي عند طلبة الجامعات والاعدادية وحتى المتوسطة وربما الابتدائية ايضا .. ومثل هذه التداعيات ، ان لم يتم ايقافها ، فانني اتوقع حدوث انهيار شامل امام جنود "البوبجي" المدججين باسلحة التخريب .
يجب ان يصار الى اجراءات رادعة ، لاسيما في مؤسسات الدولة المدنية والامنية ، والجامعات ، من خلال حظر اللعبة ، ان كان ذلك ممكنا ، او على الاقل محاسبة ممارسيها خلال اوقات الدوام ، وكذلك حتى القطاع الخاص ، هو الاخر ينبغي عليه مراقبة العاملين لديه ، ومنعهم من ممارسة هذه اللعبة اللعينة ، اما اذا كان ربّ العمل "بوبجيا" فشيمة العاملين " البوبجة" بالتأكيد !!!
والامر لايقتصر على مؤسسات الدولة وحسب ، انما مطلوب من الكتّاب وقادة الرأي ووسائل الاعلام المختلفة ، ورجال الدين ، إيلاء هذه الظاهرة اهتماما خاصاً من خلال التوجيه والتحذير من مغبة نتائجها الوخيمة .. وإلا ، سيُخرّب جنود"البوبجي" كل شيء .. ولات حين مندم ..!!