اسونسيون: أ ف ب

 

نظمت الأرجنتين مسابقة دولية عام 1910 بمناسبة ذكرى ثورة أيار، شاركت فيها تشيلي والأوروغواي وانسحبت البرازيل منها، لكنها لم تعد مسابقة رسمية بالنسبة لاتحاد اميركا الجنوبية الذي تأسس في 1916.

استضافت الارجنتين في 1916، وهذه المرة بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها، ما يعرف بالنسخة الاولى من كوبا أميركا تحت اسم كأس اميركا الجنوبية لكرة القدم، بمشاركة اربعة منتخبات ضمت ايضا البرازيل وتشيلي والاوروغواي التي احرزت اللقب على حساب الدولة المضيفة.

 

أوّل مباراة 

أول مباراة أقيمت في تاريخ البطولة جمعت منتخبي الأوروغواي وتشيلي في 2 تموز 1916 وانتهت بفوز الأوروغواي 4 - صفر في بوينوس ايرس.

خلال النسخة الاولى اجتمعت الدول الاربع المشاركة، وأسست اتحاد أميركا الجنوبية “كونميبول” الذي يضمّ راهنا 10 اعضاء: الارجنتين وبوليفيا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا والاكوادور والبارغواي والبيرو والأوروغواي وفنزويلا.

في البداية، كان مقررا أن تقام بطولة كوبا اميركا بشكل سنوي، فاجريت النسخة الثانية العام التالي في الاوروغواي التي احتفظت بلقبها وعلى حساب الارجنتين بمشاركة الدول الأربع المؤسسة.

ونظرا لتفشي الانفلونزا في ريو دي جانيرو عام 1918، استضافت البرازيل النسخة الثالثة في 1919، حيث احتاجت الى مباراة فاصلة انتهت بالتمديد (1- صفر) لانزال الاوروغواي عن عرشها.

رابع المؤسسين تشيلي استضافت نسخة 1920، فابتسمت للأوروغواي على حساب الأرجنتين.

شاركت البارغواي أول مرة في المسابقة عام 1921 بعد انضمامها إلى الاتحاد القاري، فتوّجت الأرجنتين المضيفة لأوّل مرة.

تناوبت الاوروغواي والارجنتين السيطرة على المسابقة، فاحرزت الاولى القاب 1923 و1924 و1926 و1935 و1942 والثانية 1925 و1927 و1929 و1937 و1941 و1945 و1946 و1947.

لكن بعد النسخة الاولى من كأس العالم 1930 التي توجت بها الأوروغواي على حساب الارجنتين 4-2، اسهم العداء بين الدولتين بتأجيل المسابقة عدة سنوات.

عام 1935 أقيمت في البيرو النسخة الثالثة عشرة، والتي كانت بمثابة التأهل لألعاب برلين الاولمبية، فتوجت الاوروغواي بلقبها 

السابع.

في 1939، احرزت البيرو أول القابها على ارضها عندما شاركت الاكوادور في النهائيات أول مرة وحلّت اخيرة، وذلك بعد انسحاب البرازيل والارجنتين.

 

 

 

 

 

مرحلة مضطربة 

في الذكرى الـ 440  لتأسيس سانتياغو، استضافت تشيلي نسخة 1941، فتم توسيع ملعب “ناسيونال” ليستضيف 70 ألف متفرج بدلا من 30 ألف متفرج. برغم طموحها الكبير، حلت تشيلي ثالثة بعد سقوطها في المباراة الاخيرة في المجموعة أمام الارجنتين البطلة 1 - صفر.

عرفت البطولة مرحلة مضطربة فلم تنظم في أوقات ثابتة، واعتبرت عدة نسخ منها غير رسمية، قبل أن يعترف بها الاتحاد القاري لاحقا.

بصورة استثنائية في عام 1959 أقيمت بطولتان، الأولى في الأرجنتين التي حققت اللقب والثانية في الاكوادور وحققت الاوروغواي حينها اللقب.

في تلك الفترة، غابت بعض المنتخبات عن المشاركة ولم تعر البطولة اهمية، بينما أرسلت أخرى فرقها الرديفة. في نسخة 1959 التي احرزتها الأوروغواي في الاكوادور، أرسلت البرازيل فريقا من ولاية برنامبوكو فحلّت ثالثة.

 

كوبا اميركا

كان لتأسيس بطولة كوبا ليبرتادوريس للأندية عام 1959 أثره في المسابقة، فتوقفت بين 1967 و1975 عندما اكتسبت رسميا اسم “كوبا اميركا” واحرزتها البيرو في عدة دول مضيفة.

أجريت المسابقة مرة كل أربع سنوات بنظام مشابه حتى عام 1987 عندما توجت الاوروغواي في عقر دار الأرجنتين التي استضافتها لأول مرّة بعد غياب 28 عاما، وذلك برغم مشاركة أبطال العالم 1986 وعلى رأسهم الاسطورة دييغو مارادونا.

قرر الاتحاد القاري في 1986 إعادة النظام القديم من خلال استضافة دولة واحدة للنهائيات كل سنتين بين الأعضاء العشرة المنضوين تحت لوائه. هكذا وبين 1987 و2001 أقيمت البطولة مناوبة على أرض الدول العشر المؤلفة لـ”كونميبول».

فترة شهدت صحوة برازيلية مع تتويج “سيليساو” عام 1989 عندما احرزت على أرضها أول القابها الكبرى بعد تتويجها بمونديال 1970.

في المقابل، توجت الارجنتين بقيادة الهداف غابريال باتيستوتا بلقب 1991 في تشيلي بعد انتظار دام 21 عاما.

في الاكوادور 1993، دعي منتخبان من كونكاكاف هما الولايات المتحدة والمكسيك فحلت الأخيرة وصيفة امام الارجنتين (2-1).

استعادت الأوروغواي بريقها عندما احرزت لقبها الرابع عشر على أرضها في 1995 على حساب البرازيل بركلات الترجيح.

عرفت البرازيل بين 1997 و2007 مرحلة ذهبية، فتوجت أربع مرات في 1997 على ارتفاعات بوليفيا و1999 ضد الأوروغواي عندما أهدر الارجنتيني مارتن باليرمو 3 ركلات جزاء ضد كولومبيا في الدور الأول (صفر-3)، ثم أسقط “أوريفيردي” الأرجنتين في نهائيي 2004 و2007.

 

خرق كولومبي لهيمنة البرازيل

وحدها كولومبيا نجحت بخرق هيمنتها عندما توجت بلقب 2001 على أرضها ولأول مرة في تاريخها على حساب المكسيك 1 -صفر، وعامذاك فجرت هندوراس مفاجأة كبرى باقصائها البرازيل في ربع النهائي 2 -صفر.

 

في 2011، ودعت الارجنتين المضيفة أمام الأوروغواي بركلات الترجيح في ربع النهائي، على غرار البرازيل أمام الباراغواي، فخلت الساحة أمام الأوروغواي التي حصدت لقبها الخامس عشر أمام الباراغواي 3- صفر.

وفي نسخة العام 2015، استحقت تشيلي لقبها الأول على أرضها، بعد تخطيها الأوروغواي والبيرو والأرجنتين في الادوار الإقصائية.

وكرر التشيليون السيناريو نفسه في نسخة 2016 وأمام الأرجنتين بالذات، ليتوجوا بالنسخة المئوية.

أما النسخة الأخيرة في العام 2019، فكانت موعد البرازيل لفك صيام دام 12 عاماً عن الألقاب الكبيرة، بتتويجها باللقب على أرضها بتغلبها على البيرو 3-1.

وفي 46 نسخة حتى الآن منذ عام 1916، أحرزت ثمانية منتخبات من أميركا الجنوبية اللقب باستثناء الاكوادور وفنزويلا.

منتخب الأوروغواي هو الأكثر تتويجاً حتى الآن مع 15 لقباً مقابل 14 للارجنتين، بينما توجت البرازيل 9 مرات والباراغواي والبيرو وتشيلي مرتين وكولومبيا وبوليفيا 

مرة واحدة.