الأُسود يوفون بالوعود

الرياضة 2021/06/13
...

طه كمر
 
بعد أن استعاد منتخبنا الوطني صدارة المجموعة الثالثة التي ذهبت لمنتخب ايران لساعتين من الزمن ، اثر فوز الأخير على منتخب كمبوديا بعشرة أهداف نظيفة، عادت بارقة الأمل تلوح في الأفق لتعيد الينا أمنياتنا وأحلامنا الوردية بخطف بطاقة التأهل التي باتت قريبة جدا من متناول أيدي اسود الرافدين، بعد أن تمكنوا من تحقيق فوز ولو كان خجولا بهدف جاء بنيران صديقة ، لكن في قاموس كرة القدم اعتدنا مبدأ الفوز يلغي العيوب وأن حضرت في المباراة.
شوطان مرّا ثقيلان على كل من تابع المباراة والأسباب كثيرة ، منها التكدس الدفاعي غير المبرر للاعبي هونغ كونغ في منطقة دفاعهم وكأنهم يلعبون على التعادل لغاية ما، ما يجعل الايقاع بطيئا لكلا الفريقين واسلوب نقل الكرة أيضا يعاني من السرعة وقوة الأداء ، لتكون معظم الكرات مقطوعة ومداها لا يبعد عن منطقة الوسط فقط ومن دون أي خطورة على المرميين، حتى هدف الفوز الوحيد الذي دخل مرمى منتخب هونغ كونغ جاء بالخطأ من قبل مدافع الفريق الذي كاد أن يبعد كرة محمد قاسم لكن كرته عانقت الشباك لتمنحنا فرصة التقدم.
لنطوي صفحة هونغ كونغ كما طوينا صفحة كمبوديا ، ما دمنا قد حققنا المراد من خلال إضافة ست نقاط لرصيدنا لتصبح 17 نقطة، تكفلت بجعل منتخبنا يقف على قمة هرم المجموعة بفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه المنتخب الايراني، الذي ستكون مباراتنا معه حاسمة بجميع المقاييس، لكن ما يميز منتخبنا انه سيدخل المباراة المرتقبة المقررة إقامتها بعد غد الثلاثاء ، بأريحية تامة كونه سيلعب بخياري الفوز والتعادل على عكس المنتخب الايراني الذي سيلعب بشعار الفوز فقط كي يجعله يمسك ببطاقة التأهل، وهنا نمني أنفسنا بأن يكون لاعبو منتخبنا على قدر عال من المسؤولية كي يستمر الألق ونبقى في القمة بعيدا عن العودة الى لغة الحسابات 
المعقدة.
من وجهة نظر خاصة أرى ان ما قدمه منتخبنا أمام هونغ كونغ لم يقنعنا على الإطلاق، ونحن نبحث عن بطاقة التأهل التي لن تكون يسيرة بعد العرض غير المقنع خلال المباراتين، اذا ما أردنا المنافسة على حجز تلك البطاقة والتي ستكون متاحة بعد عبور حاجز المنتخب الايراني الذي أغرق ثلاثة منتخبات هي البحرين وهونغ كونغ وكمبوديا بجملة أهداف وصلت الى 21 هدفا ، وهذا  ما لم يحققه منتخب عادي بل انه قادر على اجتياز أقوى وأعتى المنتخبات، وهنا لا أحاول أن أخفي تفاؤلي وأكون أكثر تشائما لكني أذكّر لاعبينا بان الأداء الذي ظهروا به في المباراتين الأخيرتين غير مقنع تماما، لكننا لا نبخس حق الاسود الذين أوفوا بالوعود عندما جعلوا منتخبنا يقترب من نيل البطاقة الخاصة بالمجموعة الثالثة ، وان الحسم سيكون الثلاثاء ان شاء الله.