الحريري بين الرياض ومشكلة باسيل

الرياضة 2021/06/13
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
أين تكمن مشكلة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري؟ فمذ تم تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة المرتقبة في 22 تشرين الأول من العام الماضي، في أعقاب اعتذار السفير - والرئيس المكلف في حينه- مصطفى أديب عن إكمال مهمته الحكومية، والرئيس الحريري يدور في دوامة هي أقرب للحلقة المفرغة. 
هذه الحكومة التي لو قدر لها الولادة ستكون الرابعة للحريري الذي أطاح الحراك الشعبي الناقم بحكومته الثالثة؛ يوم 29 تشرين الأول من عام 2019عندما أعلن استقالته الشهيرة على خلفية موجة التظاهرات غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية التي يؤكد المعنيون من الداخل والخارج تورطها في مستنقع الفساد وهدر المال العام بحيث جرت لبنان إلى انهيار اقتصادي هو الأكثر ضراوة منذ الحرب الأهلية الطاحنة (1975 - 1990).
والسؤال اليوم هو عن المشكلة الحقيقية للحريري؟ عن المعرقلات التي تواجهه في مسار تأليف حكومته التي أعلن مراراً بأنها ستتألف من نخبة من الوزراء الاختصاصيين (التكنوقراط) بما يتماهى مع مقتضيات المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية الخانقة.داخلياً يبدو الحريري في اشتباك سياسي عنيف مع غريمه السياسي جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وصهر الرئيس عون، ويتهم كل منهما ومن خلفه فريق إعلامي جاهز، الآخر بأنه يسعى إلى إلغائه وتجاوز صلاحياته ويحتدم الصراع بينهما ليأخذ شكل السعي المحموم للظفر بأكبر غلة وزارية من حصاد الفريق الحكومي المنتظر. غير إن الصراع على أحقية تسمية الوزارات المسيحية من خارج حصة الرئيس عون شكلت عقدة كأداء بين الحريري وباسيل ففي حين يتشبث الرئيس المكلف بحقه (الدستوري) في تسمية الوزراء المسيحيين كما هو الشأن في بقية الوزارات التي يتسنمها أشخاص من طوائف أخرى، يصر باسيل وصهره الرئيس عون على أن يصار إلى التوافق على ذلك أو أن تناط مهمة تسميتها بجهة وسيطة ثالثة وتحظى بموافقة الرئيس عون.  خارجياً تبدو علاقة الرئيس المكلف - الذي يحمل الجنسية السعودية فضلاً عن اللبنانية- بالرياض ملتبسة وتشير كل الوقائع الى أن ثمة قطيعة بينه وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهنا يؤكد المراقبون بأنه من غير الوارد تشكيل حكومة من قبل الحريري أو من قبل غيره، مالم تسبغ عليها الرياض مباركتها أو تمنحها الضوء الأخضر، وهذا ليس بجديد على واقع السياسة اللبنانية ومدى ارتباطها بـ "إبوة الخارج" فقد دأب والد سعد الحريري.