الصين وموارد المحيط الهادئ

اقتصادية 2021/06/17
...

 جوش نيكولاس
تحلل صحيفة الغارديان بيانات تجارية كشفت عن تلقي الصين أكثر من نصف إجمالي كميات الغذاء البحري والأخشاب والمعادن المصدرة من منطقة المحيط الهادئ عام 2019، وهي ما تعادل 3،3 مليارات دولار وصفها خبراء {مذهلة في 
حجمها}.
يأتي استخراج الصين الهائل للموارد الطبيعية في الوقت الذي تعمق بكين صلاتها مع الحكومات الإقليمية، وسط حملة لممارسة القوة اللينة جعلتها تنافس نفوذ أميركا وأستراليا في المحيط الهادئ.
حصلت الصين على موارد يفوق حجمها ما نالته الدول العشر الأخرى في المنطقة مجتمعة.
 ترجمة: خالد قاسم
ويقول خبراء إن الصين ستتفوق بسهولة على تلك البلدان، ومنها أستراليا، عندما يتعلق الأمر {بالتأثير البيئي الكلي لصناعاتها الاستخراجية}.
استوردت بكين عام 2019 نحو خمسة ملايين طن من الخشب ومثلها تقريبا من منتجات المعادن و72 ألف طن من الغذاء البحري من المحيط الهادئ. وجاءت اليابان بالمركز الثاني في استخراج موارد المحيط الطبيعية، واستوردت أكثر من أربعة ملايين طن من المعادن، كان معظمها من النفط.
يقول الباحث شين ماكلود إن الصين زبون مسيطر على موارد المحيط الهادئ، بسبب قربها من المنطقة وحاجتها لتشغيل اقتصادها. اذ ذهبت أكثر من 90 بالمئة من موارد جزر سولومون المستخرجة الى الصين، والحال نفسها بالنسبة لأخشاب بابوا غينيا الجديدة.
تظهر بيانات معهد المشروع الأميركي استثمار أكثر من ملياري دولار من قبل شركات صينية في تعدين المحيط الهادئ خلال العقدين الماضيين، وتشمل استثمارات بمناجم مثيرة للجدل في بابوا غينيا الجديدة. وأرسلت الحكومة الصينية مليارات الدولارات كتمويل رسمي في المنطقة، وتشمل عشرات الملايين على مناطق صناعية وبحرية جديدة.
تصدّر كل من بابوا وسولومون وفانواتو وتونغا وبالاو أكثر من 90 بالمئة من أخشابها الى الصين، ولا يفسر حجم الصين هذا التركيز عندما تستورد أقل من 10 بالمئة من خشب ماليزيا، وتهيمن الشركات الماليزية على قطع الأخشاب في بابوا وسولومون.
يذكر خبراء أن الاستيراد الصيني الكبير جدا له علاقة بغياب قوانين صينية تمنع استيراد الخشب بصورة غير قانونية، وضعف المحاسبة على التأثيرات البيئية والاجتماعية.
من جهة ثانية، يعد الصيد البحري مصدر دخل كبير لعدة دول صغيرة في المنطقة، لكنها لم تتمكن من امتلاك القيمة الكاملة لمواردها. وبمعزل عن فيجي، لم تستطع دول الهادئ رفع سلسلة القيمة الى تصنيع الأسماك والحصول على منتجات ذات قيمة أكبر. 
وجد مسح أجري عام 2016 عن القوارب العاملة في الهادئ أن المراكب التي ترفع العلم الصيني تفوق بكثير تلك التي تنتمي لأية دولة أخرى. وامتلكت الصين 290 مركبا صناعيا مرخصا للعمل هناك في ذلك الوقت، أي أكثر من ربع العدد الكلي. أما في مجال التعدين، فقد صدّرت جزر سولومون كل ثروتها المعدنية تقريبا الى الصين، ومعظمها من الألمنيوم الخام. وتعادل المعادن أكثر من 90 بالمئة من قيمة صادرات بابوا غينيا الجديدة. وتشترك أستراليا أيضا في التعدين هناك، اذ تسيطر على مناجم كبيرة واستوردت ما قيمته 2،5 مليار دولار من الذهب عام 2019.
لكن باحثين يرون أن الاختلاف الكبير بين الشركاء التجاريين الصينيين والأستراليين هو كيفية محاسبة الشركات على القضايا البيئية والاجتماعية.
 
صحيفة الغارديان البريطانية