كاظم الطائي
شكوى الكثير من انديتنا المحلية من تفاقم متطلباتها المالية وقصر يدها في منح كامل عقود لاعبيها وطواقمها الفنية والادارية يضعها امام مسؤولية جسيمة قد تعرضها الى عواقب وخيمة تبعدها عن نيل المعايير الاسيوية والدولية وربما توصد الابواب بوجه تطلعاتها المستقبلية وتحتاج الى حلول واقعية للتخلص من الاعباء الثقيلة المرهقة لرياضتها . الشروط التي وضعها الاتحاد القاري بموجب تعليمات «الفيفا» للايفاء بالالتزامات الكاملة لمنح الرخصة للاندية تتضمن العديد من الفقرات من بينها القدرة المالية على دفع المستحقات المترتبة بذمتها في كل موسم ووجود مصرف خاص بها وعملها تحت خيمة الشركات وتعاملها الاحترافي في مجال الاستثمار والرعاية وغير ذلك من معايير نجد ان بعض انديتنا في حل منها لاسباب شتى وستعاني طويلا في تحقيق خطواتها مما يضعها في مفترق طرق لا يسرها. اندية جماهيرية تعاني كثيرا من اجراء مبارياتها في ملاعب اخرى وتستنزف منها المال والجهد ونأمل ان ترسم لغدها ما يسعد جماهيرها من رؤية صروح رياضية تليق بها من ملاعب وقاعات واماكن ترفيه واستراحة وفنادق تعينها في مسعاها لاستقطاب المواهب في الداخل والخارج وخدمتها في المنافسات المحلية والعربية والاسيوية وعسى ان يكون ملعب الزوراء المزمع افتتاحه نهاية الشهر المقبل بداية خير لمواقع لاحقة ترفع من نسبة انجاز البنى التحتية لفرقنا وانهاء معاناتها من الارضيات الترابية وسوء العشب الطبيعي . هناك تجارب عالمية ناجحة يمكن الاستدلال عليها في اخراج انديتنا من مشاكلها المالية والظفر بارباح تديم انشطتها ومنها اندية البوند سليغا التي اعلنت مؤخرا وحسب ما نشرته المواقع الرياضية عن تحقيقها عائدات مالية في الاعوام السبعة الاخيرة فاقت ما حصدته قبل ذلك وبلغت 3 مليارات و81 مليون دولار في الموسم السابق فقط وتمكن 17 ناديا من بين 18 في الدوري الالماني من كسب 100 مليون يورو في الموسم المنصرم بزيادة 13 بالمئة مقارنة بالعام 2016 / 2017 . ليس هذا فقط بل ان العائدات المالية للاندية الالمانية البالغ عددها 36 للدرجتين الاولى والثانية وللسنة الرابعة عشرة على التوالي قد شهدت ارتفاعا وصل الى 4 مليارات و42 مليون يورو بمعدل زيادة سنوية 8,6 بالمئة وسجلت الاندية رقما قياسيا في دفع ضرائبها بلغ مليارا و28 مليون يورو ومنحت العاملين والشركات التابعة لها مبالغ كبيرة لاكثر من 55 الف شخص . لم تكن تلك الارقام والارباح المتحققة عبر وصفة سحرية او هبات من هذه الجهة او تلك وانما جاءت وحسب ما اشارت اليه رابطة الاندية الالمانية في تقرير لها نشره العديد من المواقع الالكترونية والصحف الرياضية العالمية عن طريق عائدات العقود الاعلامية وستوفر التكنولوجيا الرقمية والعولمة فرصا جديدة لكرة القدم الاحترافية في المانيا في الاعوام المقبلة نتمنى ان تصل مدياتها الى فرقنا لتنهي ازمات المت بها اليس كذلك ؟