العمل النقابي

آراء 2019/02/18
...

د. حسين القاصد
 
نسمع بين فترة وأخرى عن تبني هذه النقابة أو تلك تظاهرات مطلبية رافضة، ونسمع أيضا عن قيام النقابة الفلانية بزيارة الرئيس الفلاني او الوزير الفلاني، وبعد تواصل مدجج بالود العلني والمصالح المشتركة، نفاجأ بعاصفة تقلع اوتاد المحبة بين النقابة والمسؤول ( حبيب الأمس) فنسمع بالتحشيد لتظاهرات خطابها المعلن انها رافضة للظلم الذي وقع على الشريحة التي تمثلها النقابة، ومضمرها ان الجليد اصاب مياه الوصل بين النقابة والمسؤول فحشد من تمثلهم لكي تضغط على حبيب 
الأمس. 
 ان العمل النقابي يمثل صوت الجهة التي تشكل الهيأة العامة للنقابة، وان أي مودة بين النقابة والمسؤول يجب ألا تكون على حساب مصالح جمهور الهيأة العامة ؛ والا فما حاجة النقابة اذا كانت تمثل وتؤيد الخطاب السلطوي حتى اذا كان غير صائب وفيه تعسف كبير . 
 لقد تعرضت شريحة العمال لاسيما عمال الأجر اليومي الى ظلم كبير ومتاجرة بمصائرهم يقوم بها حيتان الفساد ، ولم نسمع ببيان شجب من أي اتحاد او نقابة تمثل هذه الشريحة الواسعة ؛ ومثلهم تعرض طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية الى عبث خطير بمصائرهم بدءا من عدم توفر الكتب والقرطاسية وليس انتهاء بتغيير المناهج الدراسية بشكل موسمي لأغراض تجارية من دون مراعاة الجانب العلمي، او دراية بخبرة وامكانية العباقرة الذين اوقعوا ابناءنا لاسيما هذا العام في مطب خطير ؛ لكننا طيلة مراحل الخراب والفساد الاداري المنظم لم نسمع بصوت يقرر تعليق الدراسة في المدرسة الفلانية لخلوها من ( الرحلات) او لتجاوز عدد طلاب الصف الواحد الحد المعقول؛ ولم نسمع ان وفدا يمثل الطلبة او المعلمين ذهب الى مجلس النواب او مجلس الوزراء مطالبا باقالة المسؤول عن تراجع المستوى العلمي لحد مخيف حيث نسبة النجاح 26 % ، ولم يتعرض أي مسؤول عن هذا التدني والخراب للمساءلة !!. 
  صار كل ما يجيده البعض هو الخروج بتظاهرات او المطالبة باضراب، وكأن تعطيل الحياة هو الحل، واذا كان الحل بالاضراب فهذا يجيده المواطن البسيط بعد ان يجزع، والطالب الذي يجد نفسه يدرس كتابه لا يفهمه حتى استاذه !! ؛ لذلك لا اضراب بعد تقصير، ولا اضراب من دون ان يسبق بمطالبة؟
فهل تمت المطالبة نقابيا بحقوق المحاضرين المجانيين؟ وهل استطاعت اية جهة نقابية ان تنسق مع الجهة التنفيذية لتؤسس لحماية شريحتها من الغبن ومراقبة الاداء التنفيذي والاعتراض على العبث الاداري، ان المطالبة العلنية ببيان واضح يجب ان تسبق الاضراب، ويجب ان لا تمر قضية المناهج الدراسية التي تسببت بالاساءة للتعليم في العراق وهو ماشاهدناه في احدى الفضائيات العربية. 
 نريد جدية واضحة في محاربة الفساد، ولا نريده أن يبقى شعارا كما كان طيلة الفترة السابقة، ونريد عملا نقابيا او برلمانيا رقابيا يرفع الظلم عن شرائح المجتمع؛ لأنه اذا اتفق النقابي والمسؤول ضاع حق من تمثلهم النقابة، واذا اتفقت السلطة الرقابية مع التنفيذية ضاع حق الشعب.