لا يختلف اثنان على نجومية قصي منير حيث كان واحدا من ابرز مرتكزات النجاح العراقي في كاس امم اسيا عام 2007 وكان وقتها يقود خط وسط اسود الرافدين بتألق وانضباطية عالية حازت حينها اعجاب الملايين من جماهير الكرة العراقية.
وخاض قصي منير رحلة احتراف ناجحة في الدوري القطري ومثل عددا من الاندية العراقية بعدها قرر وضع حد لمشواره الكروي متوجها صوب تجربته التدريبية التي اختار في بدايتها فريقا مغمورا وهو الديوانية الذي كان يبحث طامعا عن العودة الى دوري الكبار وجد قصي منير هناك ميزانية خاوية لا تكفي للتعاقد مع لاعبين بإمكانهم تحقيق طموحاته وجمهور متعطش وجد في اسمه اللامع فرصة للخلاص من معاناته لعدة مواسم تعاقبت عليها اسماء تدريبية ربما كانت اكثر خبرة ودراية بالدوري من قصي منير ذاته بدأت انتصارات المدرب الأسمر تتوالى في دوري التاهيل الذي استضافته مدينة الديوانية بمشاركة اندية لها ذات الطموح مثل ميسان والبحري والقاسم حتى اعلنت عقارب الساعة خطف الديوانية للبطاقة الذهبية فخرج من المدينة محمولا على اكتاف عشاق فنها الكروي تاركا بصمته على جدران ملاعبها كي تروي قصة جميلة نسجها بتفان واخلاص.
بعد ذلك اعتذر من مواصلة المشوار نتيجة الاوضاع المالية وصعوبة الاستمرار مع ناد قد لا يملك مرتكزات دوري النخبة الكروي واليوم يعود الجواد كي يمتطي صهوة فريق طموح اخر هو الصناعة الذي خرج اربع مرات متتالية من الادوار النهائية المؤهلة لدوري الكبار كان اخرها العام الماضي مع نادي الكرخ الذي خطف بطاقة التاهل عن مجموعة العاصمة بغداد ويبدو ان مهمة قصي منير مع الصناعة تختلف جذريا عن تجربته مع الديوانية ففي الصناعة قد يوجد راس المال الذي يمكنه من توظيف امكانياته بالاختيار ومن ثم تصبح فرصته اقرب للنجاح خاصة وان ادارة النادي تعمل جاهدة على استعادة بريق فريقها مع الكبار لكنه في مقابل ذلك قد لا يجد تصفيقا حارا مثل ذلك الذي وجده مع الديوانيين الذين ساندوه بقوة. وربما الصورة هنا تختلف لان الجماهير هي حلاوة المباريات وعمودها الثاني لكن قد يعوض قصي منير هذا الفراغ باسمه اللامع حيث يجد الاحضان والقبلات أينما حل ورحل وهذا ما لمسه قبل ايام في ملعب المحاويل الذي خاض تجربة ودية مع فريقها الذي يستعد هو الاخر لدوري التاهيل ويبدو لنا ان الجميع يريد لهذا المدرب ان ينجح حتى على حساب أنديتها حيث يمكن ان تنتج مسابقات التاهل لنا مدربا من العيار الثقيل نحن احوج اليه في سنواتنا المقبلة .