الاقتصاد العراقي مركز الاستقطاب

اقتصادية 2021/06/29
...

ياسر المتولي 
 
دليل قطعي آخر على قوة ومتانة الاقتصاد العراقي رغم كل الازمات والمحن تمثل بانعقاد قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية.  
قمة خاطفة حسمت العديد من التكهنات وأشرت محاولة التوجه نحو تنويع العلاقات الاقتصادية في مختلف المحاور دولية واقليمية وعربية، وهكذا يتحرر الاقتصاد، فالبدائل متوفرة، وهذا ما نبحثه لمستقبل العراق في ظل التحديات الداخلية والخارجية.
الطاقة والمال والاستثمار محور القمة.
اقتصادياً فإن البوصلة تتجه نحو الجانب الاهم في محور اللقاء او القمة التي انعقدت أخيراً.
ما الاهمية النسبية لبلدان القمة هذه؟
مصر العربية تتمتع بقدرات وكفاءات وشركات متطورة وتمتلك تجارب نجاح مشهودة في مجال تنفيذ المشروعات الستراتيجية والبنى التحتية، وحققت انجازات في مجال معالجة تحديات الطاقة ومشاريع أخرى مختلفة، منها الاستثمار المائي والسياحي وقناة السويس وغيرها.
المملكة الاردنية تتمتع بموقع ستراتيجي عميق لدعم مخرجات الاقتصاد العراقي في حال عودة قوته الانتاجية والتصديرية، إذ يعول على الاردن في ان يكون المنفذ الاضافي الاصيل، وكذلك الاحتياطي في حال احتدام التحديات في المنافذ الاساسية لتصدير النفط الخام، وباعتباره احتياطياً عند اتساع الطاقات الاستخراجية للطاقة وزيادة كميات الانتاج والتصدير مستقبلاً، فمشروع الخط الناقل عبر ميناء العقبة سيعزز القدرات التصديرية للنفط العراقي، هذا عدا عن الخبرات المالية عالية الجودة التي تتمتع بها عمان وثرائها بخبرات دولية في هذا المجال.
أما العراق فمعروف بقدراته وإمكاناته الاقتصادية المتنوعة ليست الطاقة فحسب وإنما موارد طبيعية كبيرة لم تستثمر؛ لذلك يعد مركز الاستقطاب الاقوى على مستوى المنطقة.
هنا تكمن اهمية التكامل الذي يشكله هذا المحور الثلاثي المهم والذي سيسهم بعودة الصدارة للعراق، ويعيد ثقة العالم ويشجعهم  على الاستثمار فيه لعلمهم بإمكانياته المتاحة وحاجة البلد للاستثمارات الكبيرة لإعادة بناء وطن أنهكته التحديات والمشكلات التي تعرض لها.
هذه القمة أفرزت حقائق على الأرض بأن العراق رقم صعب في الاقتصاد الدولي، وكذلك فإنه يقود توجهاً وسطياً مهماً في جعل العلاقات الاقتصادية بين الامم بديلاً عن الحروب لتعزيز المصالح المتبادلة اقتصادياً كبديل واقعي في المنطقة. 
فهل سنستوعب الدرس لتعزيز قدرة العراق وعودة دوره الحقيقي ببناء الاقتصاد العالمي الجديد وفقاً لنظامه الجديد من خلال الاستمرار بهذا النهج الجديد والواضح والصحيح؟.. نراقب لنرى.