روبير ديزنوس (Robert Desnos) الشاعر الذي حمل السلاح دفاعا عن الحريَّة

ثقافة 2021/07/07
...

 ترجمة وتقديم: د. فخري العباسي 
 
عندما يرفض الشاعر الخضوع أمام الاستعباد، فهو يقوم بذلك لأنه يحب الحياة ولا يريد أن يكون للحياة طعم يحرمها من الحرية، رمز حياته وحياة الآخرين. كيف يمكن للشاعر أن يبدع في شعره وهو مقيد؟، ذلك هو السؤال الذي دفع أحد شعراء فرنسا إلى التمرد على مبادئه التي كانت ترتكز على مناهضته العنيدة للحرب، فإذا به ينخرط في المقاومة عندما أيقن بأن الاستعباد يهدد حريته، وها هو يرفع السلاح ضد من أرادوا تكبيل حنجرته. ها هو الشاعر روبير ديزنوس (Robert Desnos)، وهو يحاور نفسه في قصيدته التي أطلق عليها عنوانا معبرا عن الكفاح من أجل الحرية «هذا القلب الذي كان يكره الحرب» (Ce cœur qui Haissait la Guerre) وهو يعترف بكراهيته العنيفة للحرب، والذي يضطر مع ذلك إلى حمل السلاح رفضا للعبودية ودفاعا عن الحرية في قصيدته التي نترجمها بشيء من التصرف:  
هذا القلب الذي كان يكره الحرب ومازال
ها هو اليوم يخفق للمعركة والقتال
هذا القلب الذي طالما خفق وكان يخفق 
على إيقاع المد والفصول يعشق
وعلى إيقاع ساعات النهار
كما في الليل فنار
ها هو اليوم ينضح دما مسترسلا في الأوردة
دما ساخنا، ملؤه أملاح الرغبة والحقد السائدة
ها هو اليوم يغلي 
ناشرا غضب الأيام وصفير السنين
مثله مثل الأجراس للقتال تدعو بالرنين
اسمعوا، ها أنا أصغي له 
كأنه يردد لي عبر الصدى والأنين
ولكن كم كان قلبي يمقت الحرب 
ويخفق على إيقاع الفصول
كلمة واحدة، تدفعه اليوم للقتال
إنها الحرية
أليست هي بكافية؟
لإيقاظ الغضب القديم!
ولتدفع الملايين 
للخروج من ظلمة الظل السقيم
لهذه القلوب التي كرهت وتكره القتال
أرفعها عالية 
حريتي غالية
بل هي أعلى من الجبال وأسمى.