المواطن {المتردد}

آراء 2021/07/27
...

  قاسم موزان
 
الموقف الوبائي لجائحة كورونا في موجتها الثالثة المخيفة يؤشر بشكل لا يقبل الشك الى تفاقم شراسة الفيروس القاتل اكثر من الموجتين السابقتين، ولعل تزايد أعداد المصابين والوفيات المسجلة في الفترة الأخيرة على نحو مقلق يؤكد ذلك ما يعني تهديد جدي للمنظومة الصحية بالانهيار وستقف لاحقا عاجزة حتما عن تقديم الخدمات الطبية على الوجه الاكمل للمصابين، الذين غالبا ما يحملون الدولة وأجهزتها مسؤولية التقصير غير معترفين بعدم التزامهم بالشروط الصحية في ارتداء الكمامات والتباعد المكاني واقامة المناسبات، التي تعد سببا مهما لتفشي الوباء على نطاق واسع وحصل العكس تماما اذ اتسعت رقعة اللامبالاة في الاضرار الناجمة عند تفشي الوباء، بالرغم من التحذيرات المستمرة لمنظمة الصحة العالمية والتقارير الدولية ووزارة الصحة العراقية من الموجة الثالثة المتحورة {دلتا} من المرض ستعصف في العالم اكثر قسوة من سابقتها، وان كارثة صحية مرتقبة الوقوع في غياب واضح للوعي الصحي او تجاهل الارشادات الضرورية باصرار يثير الاستغراب. والاغرب من ذلك كله عزوف اغلب المواطنين من اخذ اللقاحات لتفادي الاصابة والوقاية منه بعد توفرها في المستشفيات والمراكز الصحية، لأسباب واهية لا تستند الى حقائق علمية تبرر ذلك الرفض متأثرين بما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي من شائعات بعدم جدوى اللقاح، وان آثاره السلبية ستظهرحتما في القريب العاجل. ولعل لهذه الشائعات لها دوافعها المريبة ما تخلق حالات الخوف الوريبة والشكوك، في الوقت الذي تؤكد المعطيات الواقعية العلمية جدوى اللقاح لكونه آمنا جدا وغير ضار اطلاقا على الصحة، ولا يستغرق تلقيه الا ثوان معدودات وهو مستورد من ارقى المناشئ العالمية وخضع لتجارب كثيرة .
وعلى الجانب الاخر شهدت المراكز الصحية المنتشرة في العراق اقبال المواطنين لتلقي اللقاح ضد كوفيد- 19 بشكل لافت نوعا ما. وهذا يعني نمو وعي صحي جديد افرزته ظروف تفشي الفيروس مع الحاجة الملحة، الى ان تأخذ المنظمات المدنية والمثقفين والعشائر دورها في انضاج الوعي المجتمعي باتجاه تعزيز ثقة المواطن {المتردد} في قبول العلاج الوقائي من الفيروس حماية لنفسه والآخرين.