أثر كورونا في السياحة الوطنيَّة

آراء 2021/07/27
...

 غيث الدباغ
تعد السياحة الداخلية من اهم وسائل الترفيه والاستجمام والاسترخاء للمواطنين والتي تعيد نشاط افراد المجتمع بفعل استخراج الانفعالات والطاقة السايكولوجية السلبية المترتبة، جراء كثرة الضغوط التي تحيط بهم فضلاً عن مساهمتها في ازدياد الوعي الثقافي من خلال الاطلاع على تاريخهم وارثهم الحضاري ومحيطهم الاجتماعي والاندماج مع المجتمعات الاخرى، لتقليص المسافات الفكرية والثقافية والتباعد بين ابناء البلد
 
كونها تمثل وسيلة حضارية وثقافية واجتماعية تسهم بشتى الطرائق في تبادل المعلومات الحضارية وثقافات المنطقة المختلفة، كما ان السياحة المحلية للمناطق الاثرية تسلط الضوء على هذه المناطق، وتجعل الناس اكثر توجها اليها مما يسهم في الاهتمام بها من الناحية العمرانية وترقيتها، لتكون بيئة ملائمة لاستقبال السياح من داخل البلد وخارجه، وقد افرحنا كثيرا ازدهار قطاع السياحة في اقليم كردستان وفق تلك المعطيات. 
كما ان تضرر السياحة الخارجية بسبب جائحة كوفيد-  19 وغلق الرحلات الترفيهية والسياحية وتراجع عدد السياح في  البلدان النامية بنسب كبيرة، ادى الى تقهقر  نشاط السياحة الداخلية في العراق والاعتماد عليها كسبيل للترفيه والاستجمام والمعالجة الطبية كبديل عن الدول الاقليمية المجاورة، وتنشيط قطاع السياحة  يعزز من  المستوى الاقتصادي والدخل القومي للدولة  ويسهم ايضاً بحل جزء لا بأس به من مشكلة البطالة، حيث جعل السوق المحلية تتنشط اكثر، ولكن هذه السياحة الداخلية للبلد تكون  في خطر ما لم تتم معالجة مشكلة زيادة الاسعار في المصايف واستغلال السياح، ووضع ضرائب في المطاعم والفنادق والاهتمام بتطور البنية التحتية للمرافق السياحية وتوفير الخدمات الاساسية التي تجعل السائح يفضّل السياحة الداخلية لمناطق العراق على السياحة الخارجية، خاصة في دول الجوار ومنعا لتسرب العملة الصعبة.  
اضافة الى كون العراق غنيا بالمعالم الحضارية والتاريخية والدينية، فيمكن تنشيط السياحة الدينية وهي الوجه الاخر من السياحة الترفيهية والعلاجية، كونها من أهم أنواع السياحات، لأنها تعزز الجانب الاقتصادي والاجتماعي والانساني معاً وهي وسيلة سهلة وسريعة لتبادل الاتصال بين الحضارات في سبيل تعظيم الموارد الاقتصادية الاخرى المتوفرة في البلد للنهوض بالمستوى المعيشي للسكان، وهو يدعم الامن الاقتصادي الوطني  وللحد من احتكار النفط كمورد مالي شبه وحيد للدولة العراقية، وصار يعطي توصيفا لهذا الاقتصاد بانه غير مستقر واحادي الجانب والتمويل، لذا ومن المؤمل تنشيط قطاع السياحة ليسهم مع بقية القطاعات الاخرى في ازدهار الاقتصاد العراقي ان شاء الله.