الحملة الوطنيَّة للمنظمات غير الحكومية لمواجهة آثار كورونا

آراء 2021/07/29
...

   د. اركان كيلان
 
أظهرت المنظمات غير الحكومية في العراق بتنوع اختصاصاتها، دورا بارزاً في رعاية المحتاجين وتقديم المساعدات الاغاثية والبرامج التوعوية، والوصول الى المناطق التي غالباً ما تعاني من شح الموارد وصعوبة وصول الخدمات اليها، كما في الظرف الراهن الذي تسببت به جائحة كورونا.
لقد اثبتت تجربة الحملة الوطنية للمنظمات غير الحكومية في مواجهة اثار كورونا التي انطلقت بتأريخ 22 آذار 2020، بأن الرافد الاساس والفاعل لدعم جهود الحكومة وحماية المواطنين هو نشاط المنظمات والفعاليات التطوعية بمختلف عناونيها واختصاصاتها، وقد حققت افضل النتائج في مواجهة الحد من انتشار الفايروس والحفاظ على سلامة المواطن العراقي. 
حيث تشير اخر احصائيات دائرة المنظمات غير الحكومية الى تسجيل اكثر من (4700) منظمة غير حكومية في جميع محافظات العراق واقليم كردستان العراق بينها (145) فرع منظمة اجنبية وفقاً لقانون المنظمات غير الحكومية النافذ رقم (12) لسنة 2010.
 فقدمت (920) منظمة غير حكومية خلال (287) يوماً دعمها الانساني لاكثر من خمسة ملايين مواطن في (2140) حيا سكنيا عبر أكثر من (64) الف متطوع ومن كلا الجنسين في  العراق كافة، ومنهجية جمع هذه البيانات وتوثيقها تمت عبر انشاء منصة الكترونية من خلال (Google Form) من قبل دائرة المنظمات غير الحكومية تتيح للمنظمات امكانية توثيق حملاتها الكترونيا، حيث يتم اعداد فورم الكتروني متعدد البيانات يتيح في المستقبل تحديد نتائج الحملة وخارطة الاحتياج المستقبلي وكثافة التوزيع المكاني والنوعي.
وبغية التحقق من المعلومات الواردة من المنظمات وجهت دائرة المنظمات غير الحكومية شبكة منسقيها في المحافظات والاقليم للتقصي والتواصل لمعرفة حقيقة الحملات وذلك عبر تقارير اسبوعية، يتم تقديمها الى الفريق الفني ليتم تثبيت البيانات المقدمة او حذفها، بناءً على التقارير الواردة من المنسقين.
ولمواكبة الاستجابة السريعة للمنظمات عكفت دائرة المنظمات غير الحكومية على اصدار تقرير اسبوعي يوضح تفاصيل الحملات ويعرض عدد المعطيات ومن خلال ربط هذه المعطيات مع بعضها، بدأت قاعدة المعلومات بالنمو والتطور ووفرت مؤشرات مهمة ستكون مستقبلاً مصدراً مهما لتحديد الاحتياجات والامكانيات .
النتائج العامة للحملة كانت كالآتي:
• فترة العمل 287 يوما، المنظمات المشاركة 920 منظمة، عدد الحملات المنجزة 13346، عدد المستفيدين 5655585، عدد متطوعي المنظمات المشاركين 64706.
• جميع المحافظات واقليم كردستان العراق.
• الاحياء السكنية 2140.
• فروع المنظمات الاجنبية المشاركة 9.
انواع الحملات: انقسمت الحملات التي قامت بها المنظمات الى اربعة انواع رئيسة هي:
• المواد الاغاثية: 11645 حملة، مواد الحماية الشخصية: 7299 حملة.
• حملات التوعية: 2370 حملة، توفير المواد الطبية والمختبرية: 373 حملة. 
وكان عدد الحملات حسب المحافظات كانت:
• بغداد 2143 حملة، البصرة 2015 حملة، النجف الاشرف 1460 حملة، كربلاء المقدسة 1384 حملة، بابل 867 حملة، ميسان 678 حملة، صلاح الدين 638 حملة، نينوى 609 حملات، واسط 598 حملة، الديوانية 523 حملة، ديالى 523 حملة، الانبار 487 حملة، المثنى 312 حملة، كركوك 301 حملة، ذي قار 271 حملة، السليمانية 194حملة، اربيل 86 حملة،دهوك 80 حملة.
ابرز واخطر الحملات كانت حملات التوعية لأنها بتماس مع المواطن وفي دائرة خطر الفايروس، حيث عملت المنظمات على نشر الوعي بمخاطر فيروس كورونا وطرق الوقاية منه، من خلال التواجد الميداني في جميع المناطق، فضلا عن تعفير المرافق العامة والطرق والجسور ومداخل المدن والمستشفيات وغيرها. وبعض المنظمات أنشأت مستوصفات ومراكز لاستقبال المصابين والبعض الاخر قام بزيارات ميدانية للنازحين.
حملات التوعية خاطبت مختلف فئات المجتمع العراقي، حاملة الرسائل التوعوية بمختلف طرق الاقناع للوصول الى غايتها في توعية المجتمع بخطورة الوضع الصحي وضرورة الالتزام بتعليمات الوقاية، وتنوعت الحملات التوعوية الى ثلاثة انواع: حملات لتوزيع المطبوعات والمنشورات الوقاية الشخصية ودعم الملاكات الصحية والقوات الامنية، وثانياً حملات اللقاءات المباشرة لمعالجة المشكلات النفسية والجسدية من جراء تطبيق حظر التجوال، وثالثاً حملات الكترونية عبر استخدام المنصات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. 
وقد ثمن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الجهود المبذولة من قبل المنظمات غير الحكومية المشاركة في الحملة الوطنية لمواجهة اثار فيروس كورونا، عبر توجيه كتاب شكر وتقدير اليها عبر دائرة المنظمات غير الحكومية، التي بدورها عملت على طباعة تقرير سنوي للحملة ونشره على موقعها الالكتروني الرسمي (www.ngoao.gov.iq) بعنوان (# العطاء- عراقي) ذكر في التقرير كل تفاصيل الحملة واسماء المنظمات المشاركة. 
واليوم ندعو من المنظمات غير الحكومية الى تكثيف البرامج التوعوية والتثقيفية عن اهمية اللقاح وتشجيع المواطنين على أخذ التطعيم الى جانب العمل على مكافحة الشائعات، التي تستهدف التقليل من أهمية اللقاح أو تفضيل لقاح على آخر وتحاول نشر الأكاذيب لاثارة القلق وزرع الخوف في نفوس المواطنين، ونأمل في أن يكون لجميع منظمات المجتمع المدني دور مجتمعي يحقق الأمن الصحي ويزيد من اقبال المواطنين على أخذ اللقاح لتجنيب العراقيين خطورة هذا الفايروس الفتاك والعودة بالحياة الى طبيعتها. فاللقاح امان ويحميك والفيروس يقتلك.
  باحث في شؤون المجتمع المدني العراقي