افصح عن برنامجك برسائل واضحة

آراء 2021/07/29
...

  إياد السعيد 
 
يتجاهل العديد من المرشحين أهمية البرنامج الانتخابي وهو الخطة الموضوعة للحزب السياسي أو القائمة الانتخابية أو المرشح لإقناع الناخب والحصول على ثقته والانتخاب على أساسه، ومنه الوصول الى السلطة لتنفيذ البرنامج، ليُطرح كبرنامج عمل من داخل قبة البرلمان لإدارة الدولة بمؤسساتها إذا كان لكتلة أو قائمة، وفي ما يخص المرشح يجب أن يكون مقتصرا على اختصاصه واهتماماته وخبرته ليكون مهيأ للإجابة عليه إن سأله الناخبون عن آليات تطبيقه فخلاصة الكلام أن يلم بجميع زوايا تخصصه لتشريع القوانين.
 أما الرسالة الانتخابية فهي مستخلص كل البرنامج الانتخابي وما يتعلق به من شعار وسلوك ودعاية وإعلان وإصدار صوري أو صوتي أو كتابي أو رمزي، لترسيخ البرنامج الانتخابي في ذاكرة الناخب، وبالتالي تحديد الإجابة على السؤال: لماذا أمنحك صوتي؟ 
وتمثل الرسالة الانتخابية المحور الإعلامي الرئيس لكسب أصوات الناخبين إذ تحتوي على حقائق وبيانات لتقريب أفكار المرشح الى ناخبيه لزيادة ثقة الناخب ومن ميزات الرسالة الناجحة والمنتجة أنها قصيرة وواضحة ومنسقة ومتفردة وصادقة ومهمة ومكررة، في حين أشار عالم النفس السياسي (درو ويستن) في كتابه (العقلية السياسية) إلى أن عقل الناخب عبارة عن دماغ عاطفي يتأثر ويستثار، وليس مجرد كتلة عصبية عقلانية تعمد الى التقييم الموضوعي بتعيير الحقائق وحساب الأرقام وتقدير السياسات للوصول الى القرار الصائب).
ومن هذا التعريف يدعونا الى دخول عالم التسويق العصبي، فلو أدخلت العملية الحسابية 6 مضروبة بـ6 في الحاسبة ستحصل على النتيجة 36 بالتأكيد، 
ولكن لو طلبت من صديق لك في العمل وقلت له حاصل ناتج 6 علب في 6 صناديق ربما سيقول لك 37! لماذا؟ 
سيجيبك لقد تلفت إحدى العلب وعوضتها وسحبت من الخزين علبة سأسجلها، لكي لا يكون نقص لدينا! وهكذا هو عقل الناخب محيط بكل ما حوله من تأثيرات يحسب عليك كل شيء إنجازاتك وإخفاقاتك، فهو ليس حاسوبا تدخل له (الـداتا) ليعطيك نتيجة مباشرة إنه يتأثر ويستثار ويحسب ويتحسب لكل شيء وليس عقلا جامدا بلا شعور أو عواطف، وهذا ما ستجده في الصناديق.