حزن اليمامات لا يروى على الورق

ثقافة 2021/07/31
...

  محمد اسماعيل
 
تتأمل الهيئة العربية للمسرح، في المشهد المسرحي العربي، بعين الطائر التي ترى شمولياً، كامل أبعاد المكان والزمان، بوضوح مسؤول عن ماضي وحاضر ومستقبل الثقافة المسرحية.
تسفر تأملات الهيئة.. منهجياً.. عن منجز يخدم المعنيين بشؤون المسرح تخصصيا، ويرتقي بذائقة المتابعين، من خلال دعم الاعمال الاكاديمية الجادة؛ عرضاً للأنموذج الأمثل في التعاطي مع خشبة المسرح وجدرانها الثلاثة، التي لا يخترق ملاك العرض رابعها إلا بسلطان إبداعي ودالة معرفية مشوقة.. تشد المتفرجين الى المسرح وتعزز العروة الوثقى الرابطة للمحترف.. تشده الى المديان... المتابعة الجمالية، التي يتفرد بها متابعو المسرح الذواقون بانطباعٍ ليس أكاديمياً، لكنه جزء متفاعل مع مجريات هذا الفن.
مرور الهيئة على الدول العربية واحدة واحدة، بتنظيم مهرجانات وطنية محلية؛ تنشط الواقع المسرحي فيها وطنيا؛ دليل شعور راسخ ورصين بالمسؤولية وحسن أداء يؤسس تاريخا.
من هنا تأتي قيمة الشراكة بين الجهة الممثلة للفن في العراق.. نقابة الفنانين، والهيئة العربية للمسرح، تضافرا على تحقيق حلم المثقفين العراقيين بمهرجان وطني للمسرح، يلبي تطلعاتهم، دعم رئيس الجمهورية د. برهم صالح، المهرجان، بكل وسعه؛ فكان ثمرة عراقية بحق، انبثقت من خصوبة العراق.
المهرجان كسر وجوم الصمت المطبق على خيال المسرحيين، وهم يؤدون مخيلتهم كي لا تنفلت في زمن ملتبس لا الصح صح فيه ولا الخطأ خطأ.
أسس مهرجان العراق الوطني للمسرح تاريخا جديدا جذوره راسخة في الماضي، وهو يضم بين جناحيه عروضاً أصيلة في انتمائها وفية للوطن.. موقفا.
وهذا هو قدر العراق «يلعب وإيده على جرحه» يبدع من قلب العناء.. معتقلات وحروب وارهاب وفساد، لم تثنِ مؤلفا مسرحيا عن الكتابة ولا مخرجا او ممثلا او سواهم من أسرة العرض عن العرض!
حل المهرجان فرصة طيبة للتعريف برؤى جمالية، بعضها عرقت مآسي الآخرين، وبعضها جاهرت بالتضاد مع الخطأ، حتى وإن تخاذل الصح عن وقاية من يلتزم، انطلاقاً من حزن اليمامات الذي لا يروى على الورق!.