النجاة في اللقاح

آراء 2021/07/31
...

  عباس الصباغ
 
استغربَ كثيرا طبيب الأسرة الخاص من عدم أخذي للقاح الخاص لمعالجة جائحة كورونا حتى الآن، وأكد ان اللقاح صار فرضا واجبا يجب اداؤه على كل عراقي يحب وطنه في وقته وليس يُؤدى «قضاء»، ممازحا اياي بتناصّ فكرة الواجب من المصطلحات الشرعية كالواجب والمستحبّ والقضاء..الخ .
واعترفُ كان ردي واعتذاري أسوأ من فعلي (التأخر عن اخذ اللقاح وليس التهرب) وكان الجواب هو بسبب التخبط الاعلامي المفتعل والمشوّش من قبل بعض وسائل الاعلام غير الرصينة، يضاف اليها بعض مواقع السوشيل ميديا غير المنضبطة، وكلها أسهمت في تحريف الحقيقة وتدليسها وتجهيل الرأي العام العراقي، عن طريق بث الشائعات المكذّبة والمعلومات الخاطئة لجدوى اخذ اللقاح والمثبّطة لمن يهُمّ بأخذه برسم صورة غير جيدة ومخيفة عنه، مما أسهم في تنفير الناس بل تحولت اكثر هذه المواقع الى «عيادات» استشارية مجانية تقدم «النصيحة» المجانية لمن يريد ان يجرب حظه في اللقاح، ومجمل هذه «النصائح» تشير الى تركه، والا فإن العواقب وخيمة جدا لمن يخالف.
وهذه الجيوش الالكترونية نفسها كانت تبثّ سمومها على بعض صفحات السوشيل ميديا وفي بعض وسائل الاعلام، منذ بدء انتشار الجائحة وحتى الان وذلك بتقديم وصفات مجانية حول العلاج او عدم تصديق هذه الجائحة، وان كورونا هي من اختراع نظرية المؤامرة الامبريالية ضد شعوب العالم الثالث، ومنها العراق، وبسبب هذه الوصفات الرخيصة وصلت الاصابات الى أكثر من عشرة آلاف مع ارتفاع نسبة الوفاة فيهم وقلّلت نسبة اندفاع الناس للتلقيح.
كورونا مرض جديد على البشرية والمعلومات المتوفرة قليلة بشأنه وسبب اقحام البعض من لاخبرة له في هذا المجال الطبي الشائك، وبسبب قلة المصدات القانونية، التي تحول دون حدوث هذه التخبطات الاعلامية والتي أسهمت بزرع الفوضى الصحية واللبس في تداول معلومات تمسّ حياة الناس وارواحهم، وكنت أنا احد ضحايا هذه الفوضى و»اللخبطة» الخلّاقة، فمنذ اكتشاف اللقاحات وتداولها عالميا، لم تزل الجيوش الالكترونية تعمل ليل نهار على تثبيط الناس عن اخذ اللقاح وتخويفهم بشكل قصدي مفبرك القصد منه زرع البلبلة في الراي العام ، وكأنّ هنالك خندقا معاديا للعراقيين بعدم اخذ اللقاح لينتظروا مصيرهم المحتوم ـ خاصة مع دخول الجيل الثالث من الجائحة ـ وما يتركه جهل البعض وتجاهلهم حيال هذا الموضوع وكان يفترض بهيئة الاتصالات ان تقود رأيا مضادا ضد القيل والقال المدسوس ولهذه السموم الاعلامية بان اللقاح هو واجب وطني وانساني وحضاري.