استغاثة

ثقافة 2021/08/01
...

حميد المختار 
سيظل الشاعر العليل (عبد الحسين فرج) يستغيث في منشوراته طلباً للنجدة والمساعدة من قبل رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقوم بعد ذلك الأصدقاء وبعض المسؤولين بالتعازي والتأبين (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)، حتى ترتاح الضمائر وتنام نومتها الطويلة..
عبد الحسين فرج شاعر مناضل تعرّض في زمن النظام المقبور للاعتقال والتعذيب الوحشي وكسروا يديه، ثم حُكم ورُحِّل إلى سجن أبو غريب..
بعد زوال النظام البعثي ظلَّ يعاني من آثار التعذيب حتى أصيب بجلطة في الدماغ أقعدته في الفراش وقد مرت عليه السنة الخامسة الآن وهو يصرخ ويستغيث ويستنجد.. وإليكم بعض استغاثاته: (يا رب أما من شريف يساعدني، أما من ذاب فيذب عني، لقد تكالبت علي الهموم ومشكلات المرض يا رب اليك فوضت أمري فأنت أرحم الراحمين حسبي الله ونعم الوكيل)..
اقرؤوا هذا المنشور: (يا الله اقسم عليك بالزبور والتوراة والانجيل وصحف موسى والقرآن العظيم عجّل بهلاك روحي يا الله يا الله يا الله بحق محمد وآل محمد)..
تصور انساناً يستصرخ الله لكي يموت ويخلص من آلامه وآلام القطيعة المرعبة التي يعيشها، قطيعة الحكومة ووزارة الثقافة، والمؤسسات الثقافية والاسلامية والانسانية..
عموماً أنا بصراحة تحركت واتصلت في وقتها بالصديق الأستاذ (طاهر الحمود) وكيل الوزارة الذي تقاعد الآن، 
وبعث له مبلغا من المال وباقة ورد وانتهى أمر وزارة الثقافة ثم اتصلت بالراحل (ابراهيم الخياط) الأمين العام في اتحاد الأدباء وزارهُ في بيته وأعطاه بعض 
المال وطيَّبَ خاطره وانتهى امر اتحاد الأدباء..
وأنا أسأل الآن هل هذه حلول ناجعة لحالة الشاعر عبد الحسين فرج أيها الأصدقاء؟! لماذا لا تقوم رئاسة الوزراء بعرضه على لجنة طبية لمعرفة حالته الصحية؟! 
لماذا لا تقوم وزارة الثقافة بهذا الأمر!!
وهو ليس أمرا صعباً أو مستعصياً..
أنا أناشد أخي الأستاذ مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء وأذكّره بعملنا الجاد في مؤسسة الذاكرة العراقية التي كان مشرفاً عليها وأقول له:
«انقذْ الشاعر عبد الحسين رجاءً قمْ بواجبك الانساني والوطني تجاه هذا الانسان قبل أن يموت، وكذلك أناشد صديقي الدكتور (حسن ناظم) وزير الثقافة مستصرخا اياه بالإسراع لإنقاذ واحد من شعراء العراق المناضلين..
ماذا تنتظرون أيها السادة؟!! لقد مللنا من كلمات الرثاء التي كتبناها لأخوتنا وأصدقائنا وهم يموتون كل يوم بالجائحة وبأمراض أخرى..
هل أذكر بيت الشعر الذي يقول: 
(لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيّاً
ولكن لا حياة لمن تُنادي
فلو ناراً نفختَ بها أضاءت 
ولكن أنت تنفخُ في الرَّمادِ!!).
أنا ما زال لدي جذوة أمل بكم أيها الأصدقاء قوموا بواجبكم وأنقذوا صوتا شعرياً معذبا يتمنى الموت ليل نهار..
أعيدوا إليه الأمل والثقة بكم وبالحياة، وأنتم قادرون على 
ذلك..
سننتظر البادرة الإنسانية التي ستنقذ روحاً، هذه الروح التي كتبت أنشودة (نحن لا نُهزم ومنا عطاء الدم)، وهي روح مرهفة وشفافة وتعيدها بلفتة إلى الحياة ثانية، لا تخيبوا آمالنا.