قياس الرأي

آراء 2021/08/02
...

   ريسان الخزعلي
 
يطرح المختصّون وغير المختصّين الكثير من الآراء في شتَى الشؤون: السياسية، الفكرية، الاقتصادية، الدينية، الاجتماعية، الفلسفية، وغيرها. وطبيعي أن نجد مَن يتفق مع هذه الآراء أو يعارضها أو يتخذ موقف الحياد منها. 
فهل يوجد مقياس معين لتقييم الرأي أو صاحب الرأي أو متلقي الرأي؟. يقول علماء الاجتماع وخبراؤه في معجم علم الاجتماع: بالرغم من وجود اختلافات كبيرة في نوعية وطريقة بناء وتكوين المقاييس، فأنَّ جميعها تشترك في مبدأ واحد، ألا وهو إنَّ الفرد المطلوب قياس آرائه وانطباعاته، يُبيّن ردود فعله بالنسبة للموضوع الذي يُطرح عليه؛ وذلك من خلال استحسانه أو عدم استحسانه، موافقته أو عدم موافقته على الأسئلة، التي تُطرح عليه، وردود فعله توضّح لنا طبيعة افكاره وانطباعاته حول الموضوع المطروح. عادةً ، ما يلجأ الباحثون إلى وضع أسئلة – كمقياس - تُطرح على صاحب الرأي أو متلقيه، ولكل سؤال درجة محددة، ومن خلال الاجابات يمكن قياس الأفكار، ومن ثم يتم التوصّل الى قياس الآراء والانطباعات. ومن الأسئلة التي قام بها الباحثون، عن الحرب، نوردها هنا للتوضيح لا للحصر. وقد جاءت الأسئلة على هذا النحو: هل فوائد الحرب أكثر من مساوئها؟ هل يجب تقليل مدّة الخدمة العسكرية الالزامية؟ هل يجب الدخول في حرب مع البلد المجاور بسبب مشكلة الحدود؟.ومن الواضح، إنَّ مَن يوافق على السؤال الأول، يمكن وضعه في ذلك الجزء من المقياس المؤيد للحرب. ومَن يُجيب على السؤال الثالث برفض فكرة الدخول في حرب، يمكن وضعهُ في جزء المقياس الذي يرفض الحرب. أما مَن يوافق على السؤال الثاني، فيمكن اعتبار رأيه محايداً من فكرة الحرب. وبالإمكان التوّسع في وضع أسئلة أخرى تخص اتجاهات الحرب كي يكون المقياس أكثر دقّة.
إنَّ المثال المتقدّم يعكس كيف يكون مقياس الآراء متحوّلاً من الاستطلاع الشفاهي أو الخطّي ألى قيمه رياضيّة/ احصائية تُعين كثيراً في تقييم الآراء والاستفادة من النتائج الصائبة. 
ومن دلالة هذا المثال أيضاً، يمكن التخلّص من المواقف المُسبقة التي تقف بالضد من الآراء التي تُطرح من دون دراسة احصائية دقيقة أو قراءة متمعنة.
وفي المفتتح الأخير، ما أحوجنا للأسئلة والاجابات في قياس الرأي، أيَّ  رأي!.