هل أكملت أميركا المهمة في افغانستان؟

آراء 2021/08/04
...

  كاظم الحسن
 
الاتفاق بين اميركا وطالبان غامض وليس فيه اي كسب او انجاز يعتد به للولايات المتحدة الاميركية، جل ما حصلت عليه، تعهد طالبان بالمفاوضات مع حكومة اشرف غني وهو ما نقضته طالبان، حيث ادعت انها استولت على 85 بالمئة من الارض في افغانستان، في حين هددت اميركا، بالقصف الجوي ما لم تتوقف طالبان عن هجماتها المستمرة ضد الحكومة الافغانية. وشرط آخر أن تتعهد طالبان ألا تسمح لاي فرد او جماعة بمهاجمة المصالح الاميركية، انطلاقا من اراضيها.هذ الشيء لا يمكن التحقق منه الآن ويبدو أن مراهنات الولايات المتحدة الاميركية غير جادة او واقعية. 
فهي لم تشرك صاحبة الشأن الرئيس بالقضية الافغانية وهي الحكومة الافغانية واعطت لطالبان الكثير من التنازلات على طريقة "وهب الامير ما لا يملك". في السابق كنا نسمع شعارات من قبل الادارة الاميركية، مثل لا يجوز التفاوض مع الجماعات الارهابية. فماذا حدث لكي تتغير السياسة بهذه السرعة؟ يقول الرئيس الاميركي جو بايدن: (لم نذهب الى هناك لبناء دولة). طيب ماهي المهمة التي أنجزت هناك؟ فاذا كان الهدف معاقبة القاعدة، فهي ما زالت تعمل وتنشط هناك. اما قضية القضاء على ابن لادن، فقد انجزت المهمة في زمن اوباما. اذن المخفي في هذا الانسحاب، لم يظهر على السطح بعد. ولكن يمكن تلمس الامر من خلال الدول المجاورة لافغانستان، وهي في حالة خصومة للولايات المتحدة الاميركية مثل الصين وايران روسيا، لذلك سوف تنشغل هذه الدول كثيرا بتبعات الحرب في افغانستان، التي تقودها طالبان وهي لا تعترف بالحكومة اصلا. قضية هذا البلد هي لعبة سياسية تقاذفتها الاقدار، بين روسيا واميركا منذ اربعة عقود، ولم يحدث استقرار في هذا البلد او يحسم الموقف لهذا الطرف او ذاك.
لو كانت هناك رغبة حقيقية في السلام، لكانت هناك مفاوضات بين الولايات المتحدة الاميركية والدول المجاورة لافغانستان + الحكومة الافغانية وطالبان لكن هذا لم يحدث. 
والقادم حرب اهلية سوف يصل شررها الى الجميع المعني بالقضية وهو ما يجعل هذه البقعة اشد اشتعالا، لانها سوف تكون الملاذ الآمن للتنظيمات الارهابية، التي تبحث عن دولة ترعى افكارها وهذا ما توفره هذ البيئة الخصبة للارهاب، الامر الذي يتطلب من هذه الدول الاسراع وبشكل عاجل لاحتواء الموقف قبل الانفجار. الولايات المتحدة الاميركية آمنة حيث تحرسها المحيطات وتفجيرات 11 سبتمبر، لن تتكرر وهذه المهمة التي تقول عنها اميركا قد انجزت وربما هذه الرسالة الى خصومها. عندما انهار جدار برلين بارك أحد الصحفيين بوش الاب 
وقال له( لقد اصبحت قيصر العالم).. أجابه الرئيس الاميركي ( سوف نتحمل مشكلات هذا العالم ايضا ) ولكن ما يحث في افغانستان ينفي ذلك.