التعليم في العراق.. المشكلات والتحديات

آراء 2021/08/04
...

 محمد صادق جراد
تعرضت مسيرة المؤسسة التعليمية في العراق الى مشكلات وتحديات كبيرة بسبب الاحداث السياسية، التي مر بها العراق في العقود الاخيرة. 
وللاسف فان هذه المشكلات جعلت العراق خارج التصنيف الدولي في مجال التعليم في الوقت الحاضر، بعد ان كان ضمن افضل دول المنطقة من حيث النظام التعليمي حسب تقارير منظمة اليونسكو في السبعينيات وبداية الثمانينيات.
 
 التي اكدت أن نسبة القادرين على القراءة والكتابة كانت عالية بسبب حملات مكافحة الامية التي قادتها الحكومة آنذاك.
 ولكن التعليم في العراق بدأ يعاني من مشكلات كبيرة بسبب الحروب التي قادها النظام الدكتاتوري السابق والحصار الاقتصادي على العراق، اضافة الى احداث 2003 والتدهور الامني الذي ادى الى تهجير الطلبة والمعلمين واهمال الابنية المدرسية وتهالكها، وهذا كله جعل التعليم في العراق بعيدا عن تحقيق اهدافه التربوية في تحقيق المستوى المطلوب من التحصيل المعرفي والعلمي، الذي يخدم التنمية والمجتمع، ما زاد من نسبة الامية وتدني المستوى الثقافي، واهم هذه المشكلات قلة التخصيصات المالية لقطاع التربية والتعليم ضمن الموازنات الانفجارية للسنوات الماضية، وهذا ما ادى بالنتيجة الى النقص الكبير في الابنية المدرسية وتهالك عدد كبير منها على مستوى البلاد، حيث اصبحنا امام ظاهرة جديدة وهي المدارس الكرفانية والطينية وافتقارها الى ابسط الخدمات، كالحمامات ومياه الشرب النظيفة ومقاعد الدراسة، ومن جانب اخر نجد ان المدارس تفتقد الى جوانب مهمة كالمختبرات والمكتبات واجهزة العرض والوسائل التعليمية والمرسم والقاعات الرياضية، وهذا ما جعل اولياء الامور يتوجهون صوب المدارس الاهلية. هذا من جانب المشكلات التي تعاني منها المدرسة كبناية، وهناك مشكلات اخرى تتعلق بالمعلم وضعف التدريب والابتعاد عن الوسائل الحديثة في التعليم، حيث إن عددا كبيرا من المعلمين فشل في التواصل مع تلاميذه عبر التعليم الالكتروني عندما اقتضت الحاجة الى 
ذلك. 
ختاما نقول إن مؤسستنا التعليمية، بدلا من ان تكون منتجة للكفاءات العلمية، اصبحت اليوم في ظل هذه المشكلات عبارة عن مؤسسة منتجة للخريجين فقط واصبحنا امام مشكلات عديدة، لا بد من تشخيصها وايجاد الحلول لها عبر التخطيط الستراتيجي الصحيح والدراسات والبحوث العلمية، لذوي الاختصاص وعلى الدولة ان تولي اهتماما اكبر قبل فوات الاوان.