الدبلوماسية تستعيد حضارة العراق

آراء 2021/08/04
...

  غيث الدباغ
 
للعراق مكانة مميزة ومرموقة بين البلدان من الناحية الحضارية والثقافية، كونه من اقدم الحضارات التاريخية لما يمتلك من تراث وآثار ومزارات حضارية قديمة في المحافظات ومناطق عديدة متفرقة، تركت اثرها الواضح في نفوس المواطنين، فانتج نخبة من الادباء والفنانين والانغام البغدادية والتلفزيون والفنون المعمارية، ومن بينهم ما يعد الافضل في العالم متأثرين بشكل سيكولوجي من خلال النظر الى المعالم الاثرية الحضارية القديمة والمعاصرة، خاصة في العقد السبعيني الذي شهد تطورا ثقافيا وحضاريا وعلميا بجميع الاصعدة، ولكن هذا الامر لم يبق على حاله ابان التغير النيساني في عام 2003 لتعرض الكثير من القطع النفيسة الى النهب والسرقة، وتم بيعها الى المتاحف العالمية بعمليات مشبوهة، فضلاً عن تعرّض الكثير منها للتخريب والتحطيم والتفجير في وقت قصف الاحتلال وفي عام 2014 بأيادي زمر الظلم والتكفير داعش الارهابية، ساعية بأعمالها لطمس الهوية الحضارية العراقية.
ومن خلال زيارة السيد الكاظمي الى الولايات المتحدة الاميركية التي اعيد فيها اتفاقية عام 2015 بالتعاون المشترك من اجل اعادة اعمار الاماكن الحضارية والتراثية في العراق، التي تم تهديمها نتيجة الاعمال الارهابية وعمليات التحرير، وكذلك اعادة الاثار والقطع النفيسة التي تم بيعها في الاسواق غير الشرعية وادخال مجموعة من اختصاصات الاثار والتراث دورات تدريبية في كيفية اعادة احياء المتحف العراقي والاماكن الحضارية والتحف الثمينة المتضررة، وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب بين الفريقين، وذلك ضمن اتفاقية الاطار الستراتيجي المبرمة بينهما، فضلا عن توزيع قائمة بالآثار العراقية المعرّضة للخطر والتي هي خارج العراق لتمكين الجمارك في جميع انحاء العالم للتعرف على التحف المنهوبة والمهرّبة، وانتج ذلك استرجاع عدد ليس بالقليل من هذه القطع اي ما يقارب 17 الف قطعة من التي كانت موجودة في متاحف الولايات المتحدة.
كما تم العثور في عملية الجيومورفولوجيا على مجموعة من القطع الاثرية، والتي تعود الى العصر الحجري بداخل الاراضي العراقية، وفي هذه الاثناء اعلنت وزارة العدل الاميركية أنها ستعيد لوحاً اثرياً عمره 3500 عام بعد التأكد من انه ملكية ثقافية عراقية قد سرقت ودخلت الى اميركا بطريقة غير مشروعة، ولأهمية التراث والاثار اللذين يعدان سجل الانسان وتاريخه القديم والمعاصر، كما يجب ان تتوسع ندوات وورش ومؤتمرات التعريف بالآثار العراقية والقطع الاثرية الموجودة بداخل العراق وخارجه للسيطرة على المنافذ والجمارك الحدودية لمنع تسربها وبيعها الى خارج العراق مرة اخرى.