أدوات العائلة

آراء 2021/08/04
...

  حيدر زوير
 
يحيل هذا العنوان على معنى ايجابي للأدوات. بيد أن المُراد في هذا المقال وفي غيره هو تشخيص المشكلات واسبابها والبحث في معالجتها، لذا ما سيتم التأشير اليه هو المعنى السلبي للأدوات. ونريد في هذه المرة التركيز على {الابناء}بوصفهم إحدى وأهم هذه الادوات، التي تستعمل كأداة سلبية في المشكلات العائلية.
في ثقافة الكثير من العائلات العراقية تنتشر فكرة أن الابناء ضمان لبقاء العائلة أو لحمايتها من الانهيار أمام التحديات، وهو معنى يبدو للوهلة الاولى إيجابيا؛ وهو كذلك؛ لكن هنالك استعمالات كارثية لهذا المبدأ، تبدأ من فكرة {ربطه بالجهال} هذا شعار ترفعه الكثير من النساء والزوجات، أن الزوج قنبلة تنفجر في أي لحظة وتهدد بقاء العائلة، وأنه {مثل السيل يغدر بالنهار وبالليل}، ومثل {البك يكرص ويلبد} وأمثال لا حصر لها في عدم الثقة بالأزواج، لذلك من أجل حفظ الزوج من {عينه الوكحة} التي قد تسبب بتهديم العائلة. لا بد للزوجات أن يستعملن ما بيدهن من أوراق. الأبناء أقوى هذه الاوراق. الإنجاب المبكر وكثرة الانجاب هو إحدى اسلحة الزوجات. لا ينتهي مجرد الانجاب أو كثرته، بل هنالك مرحلة استعمل الابناء عبر تأليبهم على أبيهم أو على أمهاتهم في الخلافات الزوجية. 
لنصل الى مرحلة اقل توصيف لها، بأنها {شنيعة} تتمثل بأن الأمهات والآباء يضعون ابناءهم من أجل استعمالهم في صراعاتهم   وخلافاتهم.
مؤكدا أن هنالك تحليلا اجتماعيا سيبدو به ما تفعله الزوجات في هذه الحالة أمرا عقلانيا، فالكثير من هن لا يملكن أي شيء غير الابناء كسلاح للدفاع عن وجودهن، نعم وجودهن النفسي والاجتماعي 
والاقتصادي. 
وفي المقابل، هذا الاضطرار الذي علينا أن نعالجه يوصلنا الى نتيجة مفادها بأن {الابناء حين استعمالهم في المشكلات الزوجية، هم سلاح نووي اجتماعيا، لاتتوانى الأمهات عن اطلاق صواريخه يوميا}.