التجنيد الإلزامي وصناعة الرجال

آراء 2019/02/23
...

لمياء نعمان
 

أصبح لزاما على الحكومة الجديدة أن تقوم بتفعيل قرار التجنيد العسكري الإلزامي بعد الغائه منذ عام 2003  وحل الجيش بقرار الحاكم بول بريمر علما إننا نحتفل سنويا ومنذ العام1921 في 6 كانون الثاني من كل عام.. لذا فإن ارجاع الخدمة الإلزامية هي ليس للدفاع عن سيادة الوطن ومقدرات البلد وحدوده ومياهه الاقليمية وأراضيه  وأجوائه بل للحفاظ على شبابنا وانتشالهم من براثن المخدرات والبطالة والميوعة  والضياع الاجتماعي في الاغتصاب والقتل.
شبابنا الان بين مفترق طرق فهم عرضة للتيه في مسالك (الكبسلة) والشذوذ والبطالة والتطرف الفكري  والطائفي  والهجرة خارج البلد من دون أن تجد الحكومات المتعاقبة حلا لتأهيل وتقويم عقولهم وبناء قدراتهم وامكانياتهم  في مجال التنمية البشرية  والتربوية والنفسية والاجتماعية.. والجميع يتابع في الآونة الأخيرة انتشار فيديوات لشباب يتشبهون بالنساء ويستخدمون الماكياج ويختارون تسريحات أنثوية  ويحلقون سيقانهم وصدورهم  دونما خجل..وهذه الحالة في تزايد 
مستمر.
علينا اذن تغيير حياتهم ومنحهم فرصا ليكونوا رجالا للمستقبل ولا يتم إهمالهم وتغييبهم من المجتمع  ليصبحوا من صنف الجنس الثالث ويتم قتلهم بطرق بشعة ،لذا وقبل اكثر من عامين كانت هناك دراسة لمشروع التجنيد الإلزامي وقد عرضت مسودته أمام مجلس النواب ورفع لرئيس الوزراء ولم يتم تشريعه بسبب مخاوف ظهرت ومنها التخصيصات المالية حسب إدعاء بعض النواب واعترض البعض ليكون الحشد الشعبي والعشائري هو البديل للجيش لأنه أصبح ضمن منظومة المؤسسة العسكرية  وبصراحة شديدة ،كان الحشد سندا لقواتنا العسكرية إذ اصبح ذا خبرة ميدانية في الدفاع والمناورة حتى في قتال حرب الشوارع وشبابنا بالتأكيد سيلبي نداء الخدمة وحسب القانون لانقاذهم وخروجهم من الضائقة المادية والبطالة والإنحراف والهجرة  وبذلك سيكون لدينا رعيل من الشباب الجنود وحسب صنوفهم وشهاداتهم وخبراتهم في الحياة ،لا يدافعون عن الوطن  وسيادته بل عن رجولتهم
أيضا..
كما لا ننسى أن المؤسسة العسكرية ستضم مكونات المجتمع  العراقي بكل قومياته ومذاهبه  وطوائفه  وسيكونون جسدا واحدا من دون النظر الى " ما هو مذهب الآخر "وسيكون الإنتماء والوفاء لتربة البلد والدفاع عنه في أي وقت .
من جانب آخر أن دوامة الحرب على (داعش ) والارهاب أنتجت العديد من القوات العسكرية لا يستهان بها من صنوف الحشد الشعبي والعشائري والجيش بكل تشكيلاته  ولولاهم لكان العراق تحت خيمة القوى الظلامية التي لا تريد لوطننا سوى الدمار ولكن هنا نجد أن تدريبات الحشد كانت سريعة لسخونة المعركة وزحف الارهاب لمدن آخرى بعد الموصل، لذا تم زجهم في المعارك مما أدى الى خسارة في ارواح أبنائنا وللأسف لو كانت هناك تدريبات عسكرية ونظامية كما هو حال الجيش لكانت الخسائر أقل والمعركة تنتهي بايام وليست بالسنين .
لذا ومن هنا نحتاج الى دعوة الحكومة الجديدة لتبني إقرار الخدمة الإلزامية ليس للدفاع عن تربة الوطن، بل للاستفادة منهم في ترسيخ وبناء  بنى تحتية  في مجالات الصناعة والبناء والزراعة والمهن الآخرى والاهم أننا نصنع الرجال ونبني بلدنا كما تبنيه الدول في العالم فالتجنيد الإلزامي معمول به في كل أنحاء العالم  وبذلك يكون الجيش سندا للحكومة وللشعب .