«دكمة» الديمقراطية وقاط الانتخابات

آراء 2021/08/08
...

  حمزة مصطفى
 
أعترف أن العنوان طويل بينما خير العناوين ماقل ودل مثل خيرالكلام وخير «الكص» وخير «القشب» وخير «اللطم» وخير الديمقراطيات لاسيما تلك التي لا ينقصها سوى «دكمة»، لكي ترهم لها «قاط» إذا شئت «أبوسراوين» أو حتى «سرة ونص» أو بلا سرة أصلا، طالما الصمون صار حسب نظرية سعدون الساعدي.. عشرة بالف. عموما نحن الآن أما معادلة ينبغي تفكيكها تمثلها المفردات التي يتكون منها العنوان. فنحن أمام استحقاق انتخابي هو الخامس منذ 18 عاما منذ بدء ولادة ديمقراطيتنا، التي تقول كل المؤشرات إنها ما زالت وليدة «همزين ترضع من صدر أمها مو حليب نيدو». الانتخابات عادة تجرى في الدول الديمقراطية ونحن منها كما تقول مفوضيات الانتخابات وحقوق الإنسان وشؤون النازحين والشفافية وهيومان رايتج ووتش وأم المفوضيات جينين بلاسخارت التي جننتنا وبسخرتنا. 
في كل العالم الديمقراطي تجرى الانتخابات وفق قواعد يسمونها اللعبة الديمقراطية، بينما نحن نطلق عليها «طم خريزة». في كل العالم الديمقراطي يتوجه المواطنون الى صناديق الإقتراع بهدف تغيير الوجوه، بينما نحن نذهب الى الوجوه لكي نغير ومرات نحرق صناديق الاقتراع. في كل العالم الديمقراطي المرشح هو من يتوسل الناخب بما يقدمه له من برامج عمل يروم تحقيقها عند الفوز. الأمر لدينا معكوس، الناخب هو من يتوسل بالمرشح. فالناخب يذهب الى المرشح لكي «يبسبس»له الشارع، أو «يورق» له حتى لو كان «فلاسين» لأن شعار الناخب الدائم هو «كل شي يجي أنعم الله» طالما الموسم الانتخابي، والفرصة مواتية لـلقط المتبادل بين الاثنين الناخب والمرشح. فالحياة فرص وهذه الفرصة لن تكرر الإ كل أربع سنوات مرة. 
المهم إن السباق الانتخابي قائم وفق معادلة القط المتبادل بين القواعد، أما بين القيادات فإن اللعبة تماما بالمعكوس وكل معكوس مكبوس وكل مكبوس مقدوس. فالقيادات العليا تتصرف على صعيد الانتخابات ليس وفق كل ماذكرناه. فهي ليست معنية بـ «السوالف الزغار»، بل هي معنية بما هو كلي ومسحوب وواجب وموجوب قوامها «دكمة» لا مثيل لها لونها يسر الناظرين مع أن «الدكم» تشابهت علينا. كل المطلوب من المفوضية والأمم المتحدة ودولة الرئيس آبي أحمد أن يرهم قاطا لهذه «الدكمة»، حتى نجري انتخابات نزيهة حتى لو كانت.. نزيهة أم السحورة.