ثقافة العائلة

آراء 2021/08/12
...

  حيدر زوير 
 
يرد في الدراسات التخصصية في علم الانسان الاجتماعي {الانثروبولوجيا الاجتماعية} مفهوم رئيس وهو يمثل أهم المدارس في هذا العلم، وهو {البناء الاجتماعي}، الذي يتشكل عبر سلسلة من المراحل. ولأن موضوعنا هو العائلة. فسيتم تناول تعريف {البناء الاجتماعي} من هذه الزاويا، يتشكل البناء الاجتماعي في أصغر وحدة له من {العلاقة}، أي علاقة الافراد في العائلة. الزوج والزوجة، الاخوة في ما بينهم. الاباء والابناء. وتقوم هذه العلاقة على موضوع رئيس تتفرع عنه موضوعات أخرى.
 وفي هذا المحور هنالك آراء متعددة، ليست البنائية وحدها من يتمركز بحثها حول الوظيفة في العلاقات بل اتجاهات مختلفة اهتمت بموضوع العلاقة لكن من زوايا أخرى من قبيل موضوع {التبادل}، وهو ركن رئيس في مدارس سوسيولوجيا {علم الاجتماع} وانثروبولوجيا.
هذه المقدمة النظرية انا مضطر لها. لبيان موضوع مهم يحظى بأفكار مختلفة في الحوارات الاجتماعية، وهو موضوع كيف يتم اختيار {الزوج/ الزوجة} في الواقع أن هذه الحوارات رغم أهميتها بيد أنها تفتقر على الاكثر للمنهجيات التحليلية في الموضوع. وكما قلنا إن العائلة بحسب علم الانسان الاجتماعي هي مجموعة العلاقات. بمعنى أن ما نسميه {اختيار} هو في الواقع نتاج النسق الاجتماعي المرحلي. وهو أمر ليس سلبيا بقدر ما هو أمر يفتقر الى الوعي ولا يمكن تسميته بـ{الاختيار} لانه ببساطة ليس اختيارا. وسواء ستحضر بذهن القارئ نماذج {أدور لأبني على عروس} أو{اريدلي مرة زينة ازوجها} أو في أي نموذج آخر. يرتهن قرار الاختيار والقبول والرفض الى النسق الاجتماعي. 
وكما مر في المقالات السابقة يتضح أن مؤسسة العائلة. في كل مرة عندما يتم التركيز على بعد من أبعادها في النموذج أو النماذج العراقية. تتضح أن السمة البارزة هي غياب معايير وقواعد لهذه العلاقة التي تشكل أعظم وحدات تكوين المجتمع 
تشخيص المشكلات الاجتماعية ومنها العائلة. موضوع اهتم فيه الكثير من الباحثين الاجتماعيين والوعاظ والتربويين. بيد أنه الى الآن لم يرتق ليصبح موضوعا تعليميا. ففي العراق لا تتعلم الفتيات ولا الفتيان في الدراسة المتوسطة والاعدادية. ولا حتى الدراسة الجامعية. ما يتعلق بثقافة الزواج والعائلة. لذا يبقى تكوين العائلة خاضعا لسلطة النسق. وهذا ما يكشف أن المشكلات لا تنحصر عند غير المتعلمين، بل تطول عددا كبيرا من الحاصلين على تعليم عال وشهادات عليا.